كان يامكان سلحفاة صغيرة لها صديقة إسمها أرنوبة.كانت عندما تشاهد هذه الأخيرة تلبس الثياب الجميلة وتجري في المروج بكل رشاقة وخفة تكره قشرتها الصلبة التي تلتصق بجسدها وتلازمها أينما ذهبت ...ذات يوم سألت السلحفاة الصغيرة أمها قائلة :لماذا أحمل فوق ظهري هذه القشرة التي تمنعني من ارتداء الفساتين والتنورات؟ فهي تبطئ سيري وتجعلني محط سخرية أمام الأصدقاء.
أجابتها الأم :بالعكس يا ابنتي يجب أن تكوني فخورة بها فنحن وابنة عمنا الحلزونة ، نحمل بيوتنا فوق ظهورنا فهي تحمينا من البرد والشتاء، و من لسعات الشمس الحارقة، ونختبئ داخلها من خطر الحيوانات المفترسة.
لم تقتنع السلحفاة الصغيرة بكلام والدتها بل أضافت : وأنا أكره هذه القشرة العديمة الفائدة.
كبرت السلحفاة وأصبحت شابة جميلة لكن حلمها بالتخلص من تلك الصدفة لم يفارقها ..وفي أحد المرات وهي عائدة من المدرسة شاهدت طائرا يحمل حصى كبيرة بين مخالبه ويرتفع بها عاليا ثم يسقطها على حبة جوز ليكسرها .وقفت تتابع المشهد باهتمام كبير، وفجأة نجح الطائر في كسر الجوزة.. .أعجبتها الفكرة وقررت أن تفعل نفس الشيء مع قشرتها ..
ذهبت في طلب صديقتها أرنوبة لمساعدتها على إنجاز المهمة..صعدتا قمة تلة عالية،وقامتا بدحرجة صخرة كبيرة حتى حافة المنحدر.نزلت السلحفاة إلى الأسفل، إتخدت وضعية الإستعداد ثم أشارت لصديقتها كي تزحزح الصخرة من مكانها ...هوت الصخرة بقوة وبسرعة، فداست على السلحفاة ورمت بها بعيدا. استفاقت السلحفاة لتجد قشرتها وعظامها قد تكسرت والدماء في كل مكان ،لقد أصبحت غير قادرةعلى النهوض أوالسير .
تحسرت كثيرا وندمت على مافعلته بنفسها وعرفت بعد فوات الأوان كيف كان عليها تقبل شكلها كما هو، وأن تحمد الله على كل شيء. فالأشياء الملتصقة بنا جدا حتى لو كرهناها فمن الصعب جدا إقتلاعها دون خسائر ودون نزيف الدم.
عائشة خشابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق