سَأمْلأُ عُمـْرَكَ وَرْداً وَفُـلّا
لأنّكَ عندي منَ الرُوحِ أغلى
أأنتَ أنا؟ أمْ أنا أنتَ قُلْ ليْ
فكُلّي بكُلّكَ عِشْقاً تَجَلّى
أذوبُ ببُعدِكَ ذَوبَ الشُموع
وَحُبُّكَ عند ي من الشَهْدِ أحْلى
فأنتَ الرَحيقُ وَأنتَ الحَريقُ
بقلبي. فسُبحانَ رَبّي وَجَلّا
وأنتَ الرياحُ وَأنتَ الجَناحُ
بحبّكَ طِرْتُ مِنَ النَجْمِ أعلى
رَأيتُكَ في الرُوحِ قبلَ العُيون
فكُنتَ كذلكَ رُوحاً وَشَكْلا
وَقد جئتَ لي فارساً قُرْطُبيّاً
رَأيتُ بسيماكَ طُهْرَاً وَنُبْلا
وفي الوَهْمِ أنظُرُ في مُقلَتيك
فألمَحُ فيها سُيوفاً وَخَيلا
رَمَيتَ عَصا العِشْقِ في نَبْضِ قَلبي
لَقَفْتَ بها كلَّ مَنْ مَـدّ حَبْلا
فكُنتَ الحقيقةَ دونَ ارتياب
وأثبَتَّ حُبَّكَ قَولا وَفِعْلا
وَإنَّكَ عَوَّدْتَني الإبتسام
وَصِرْتَ لعَيني ضياءً وكُحْلا
أحبُّكَ قَبلَ وُجُودِ الوُجُود
وَعَنكَ إلى الحَشْرِ لنْ أتَخَلّى
وَأكثَرُ منْ قَطَراتِ السَحاب
إذا هَطَلَ الغَيثُ زَخّاً وَوَبْلا
لقد لامَني البَعضُ لمّا عَشِقتُ
فقلتُ لمَنْ لامَ كَلّا وَكلّا
تَوَلَّهْتُ فيكَ لحَدِّ الفَناء
فلَمْ يُبْقِ حُبُّكَ في الرَأسِ عَقْلا
إذا جُنَّ قَيسٌ بماضي الزَمان
أرى الآنَ جُنَّتْ بعِشْقِكَ ليلى
تَنوحُ على الغُصْنِ مُنذُ الصَباح
لَعلَّ الحَمامَةَ تشتاقُ خِلّا
ولو أنّني مثلُها لي جَناح
لَطِرْتُ إليكَ معَ الريحِ عَجْلى
ليلاس زرزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق