قبطانٌ يقودُ سفنَ القصائدِ إلى مرافئَ ذهبيّةٍ من الفكرِ؛ الذي ينصهرُ وفحواها ومحتواها؛ ببراعةِ العارفِ الحاذقِ وسجيّةِ الفطينِ اللّمّاح، معكم الدكتورُ الألمعيُّ عادلُ الأثوريُّ اليمانيُّ، طبيبُ الأذنِ والأنفِ والحنجرة ، صاحبُ البصماتِ الأدبية والإضاءاتِ النقديّةِ العميقةِ المختلفةِ التي ما اِنفكّت تثري ذائقتي، حتى خلتُه جزءا من ثقافة قصيدتي، بفكره المنمق الأنيق الذييوازي النص بمجمله وأدبِه الجمِّ، وخلقِه المعمّد ِبالبنِّ والبخورِ والعقيق. وإليكم شيئا مما يجود من قراءات لامعة لنص ( على مذبح الورد ) شاكرة لكم أحبتي غوالي القلب والرّوح معا .. راجية لكم متابعةً وأوقاتا طيّبة ..
بقلم الدكتور عادل الأثوري إذ يقول :
في قصيدة ( على مذبح الورد ) تستهل الشاعرة قصيدتها بقولها أنا مد يعني امتداد واستمرار في الالم في المكان الذي كان يجب أن يكون فيه حب وجمال ورائحه وألوان تسعد النفس وهي في هذا المكان تتألم وتغص في الالم وتقول مذبح الورد انه أقسى تعبير وابلغ وصف عن ذبح كل جميل وشده اللام تأتي لان سببه هو الشقيق والقريب وهي تريد أن تسأل عن أشياء قاسيه اذا وصل وقعها إلى الشخص المعني كأنها طير ابابيل وهذه الاسئلة تبحث بحذر عن تراث من الؤلؤ وهي حذرة وحريصة على هذا الكنز الثمين وحين تفتش هذه الاسئلة وتكشف اللؤلؤ يظهر الينا شعر شهي كاالفستق بلذته وغلاء ثمنه. ثم يفيض على الجسد اي تظهر آثارها على تعامل الشاعرة الراقي والرائع وكانها تريد أن تقول اني احمل من الجواهر النادرة من الأخلاق والقيم والعلم ما تمتلئ به روحي ثم يفيض على جسدي وهنا الشاعره تنتقل بنا الا موقف اخر وتصور لنا حديث مائها العذب النقي مع اخر له زبده المعسول ثم تراقص الكلمات والالفاظ بدون كلام ، حديث لا يستساغ لها وهي ترد عليه بإيماءات واشاارات وهي لم تكن راضية بمن حولها فلا الخمر له طعم حلو ولا الشعر الذي سمعته منهم يرقى الا الاستماع له وهي شاردة بذاتها فوق السحب وتختفي وعينها ناظرة إلى حيث لا نظر ثم تحتفل بوجهها وما فيه من نعم النظر والجمال ثم تبحث في أعماق ذاتها لتجد ظلا معلبا في الغيب لا ظل له وكانها تتكلم عن ذات اخرى في ذاتها لكنها معلبه في الغيب وتريد بهذا أن تشد نظرنا إلى اشتياقها لابيها حيث تجعل من ذات مغيب كظل ابيها ولكن لا يمكن أن يحل او يعوض غياب الاب. وفي خاتمة القصيدة تشبه الشاعرة معاني كلماتها كجمر اكتمل تضرعه وطلبه وتشبه ما قدم لها من نبيذ كأنها كؤؤس رماد تزينه وتعتلي راس كاسه رغوة وتختتم القصيدة بنص فيه كبرياء وانفة ورفعة ومن حولها مبتدئون في تعلم العلم منها ثم ينقادون خلف خطاها وما نقشته من قصائد فهم في قصائدهم يستعينون بكلماتها وعباراتها ثم ياخذون عنوة من فيض حدائق الشاعرة عصا حتى يتوكأون عليها ويستخدمونها في مآرب اخرى. قصيدة بديعة جميلة كلماتها عميق والفاضها تحمل معاني شتى ومن يقرائها يفهمها على طبيعته فهي ليست محصورة على شعور معين والقصيدة في مجملها تحمل سيرة حياه الإنسان ولؤلؤ وعطاياه وتلخص حياة البشرية من عهد هابيل وقابيل ثم عصر اصحاب الفيل وكل هذه القصص استوحتها من التناص القراني في استدلالها بزيت (زيتها يضيء ....)ثم يصير كهلا يريد عصا حتى يتوكا عليها.
.........
على مذبحِ الورد
أنا مدٌّ ..
على مذبحِ الورد وجيع ..
يغُصُّ بدمِ هابيلْ ..
في فمي ..أسئلةٌ قاسيةٌ أبابيلْ..
تنقِّبُ عن لُؤلؤي ..
.. تجوسُني .. تلوكُني ..
تهيِّئُني شِعْرًا طَرِيًّا مُفَسْتَقًا ..
يَطْفو على جَسدي ..
ويُنادمُ مائي زبدُهُ المعسولْ ..
فأراقص - بلا شفتين -
لُقْمةً معْجُونةً بقَمحِْ الْمواويلْ ..
فلا الخمرُ سقاني حُلْوَ نبيذِه ِ
ولا الشعرُ أطْعَمَني من جوعْ ..
أنايَ تتسكَّعُ في الْغَيْم
تُسَرِّحُ روحي ..
تكتَحِلُ بأهدابِ الغيابْ
فأحْتَفي بوَجْهي المُضَرَّج ِ
بآياتِ اللهِ..
وأرَتِّلُهُ آيةً أخرى
من جوعِ نبي ..
في أقصاي.......
ظِلٌّ مُعَلَّبٌ في الْغَيْبِ
لا ظِلَّ لَهُ ..
آبَ في اليبابِ
وما نابَ عنِ غيابِ أبي
ومعنايَ .. جمرٌ
استَوَى ابْتِهالُهُ ،
في كؤوسٍ مِنَ رماد ٍ
تُكَلِّلُهُ رغوةٌ في أتونِ الْبَياضِ ..
يتَهَجَّى النُّورَ في زيتِي ..
يتَوَكّأُ على خطايْ ..
ويقدُّ من شجري عصاي .. ...!!
سكرة القمر/ آمال القاسم /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق