التناص مع اسطورة قلقميس
( الحان سيدوري الثملة ) مسرودة قصصية للقاص شوقي كريم
اياد خضير
سيدوري صاحبة حانه مرتبطة بالتخمير ( البيرة والنبيذ ) وهي الهة ذات حكمة لمناقشة الحياة والموت ، حاولت منع قلقميس وهو الاسم الاصلي لجلجامش ، حاولت ثنيه في بحثه عن الخلود ، شوقي كريم مزج الملحمة الحقيقية بالأسطورة والواقع والخيال واقامة نص تناصي داخل المتن في قصته ( الحان سيدوري الثملة).
سيدوري اجريت محادثات طويلة مع قلقميس الذي يتباهى ويضطر الى شرح سبب ظهوره ، حاولت حثه على التخلي عن سعيه للبحث عن الخلود والتخلي عن الحداد والابتعاد عن طقوس الحزن على موت صديقه انكيدو وحثه على ان يكون محتواه هو متعة الحياة .. والانسان لابد ان يموت .
موت صديقه انكيدو ونزوله الى العالم السفلي ظل يتلبس قلقميس الصراع النفسي لمعرفة سر الحياة والخلود ، القصة مزجت مع الملحمة الحقيقية بالأسطورة والواقع والخيال.
ملحمة قلقميس واقع يغلب عليه العنف وهي خلاصة لتراث حضارة وادي الرافدين ، والانسان بحاجة الى مثل هذه الاساطير مثلما حكايات الامهات التي تحكيها للأطفال قبل النوم وحكايات الجداد قرب مواقع النار في الشتاء ، قلقميس راعي اوروك وهو قوي وجميل وحكيم .
كما معروف بأن المساحة الزمانية والمكانية للملحمة تمتد وتتداخل زمن طويل وتنتقل من السماء الى الارض ، وبطولات خارقة صراع الانسان ضد قوى الطبيعة والوحوش .
محاورة بين سيدوري و قلقميس الغارق في الملذات لم يترك بنتاً عذراء الى حبيبها وخوضه حرب خاسرة ، تطرق القاص شوقي كريم في الحوار الى انتباه قلقميس من الفناء دون ان يترك أثراً.
الملحمة توضح اثبات حتمية الموت على البشر حتى بالنسبة الى بطل مثل قلقميس وان الالهة وحدها تنال الخلود .
الصبي الذي سرد على قلقميس حرفياً ما قيل عنه سابقاً وانه امام الحاكم بيده الحل والربط ، لا بد من اقناعه من ادلاء بشهادته هو ابنه (أوننجال ) الذي خلف ابيه في الحكم بعد مماته.
اصبح مفهوم ( التناص ) واضحاً حسب البلغارية كريستيفا ( تداخل النصوص في النص الجديد او التعالق النصي).. التناص منح القصة طابع ممنهج في سبر اغوار النصوص الادبية.
لغة قصة (الحان سيدوري الثملة ) تبين مهارة القارئ وتمكنه من الغور خلف النص بمخيلته وهذا يدل على براعة القاص شوقي كريم في ايصال الابداع الى المتلقي .
القصة فيها دروس في الصراع الانساني المستمر مع قوى الطبيعة ومحاولة التغلب عليها ، والسعي الى الخلود بالبحث عن النبتة ، والاصرار العنيد على تحقيق الرغبة البشرية في الاعمال المجتمعية ، اغواء الانثى للأبطال ونجاحها او فشلها ، وانتقام سيدوري لأنها لم تحقق رغبتها مع قلقميس والصداقة الحميمية بين قلقميس وانكيدو وبعض ما جسدته الملحمة والتي اشترك شوقي كريم بقصته ( الجان سيدوري الثملة ) ولو بالتلميح والالغاز ..
القصة
الحان سيدوري الثملة مسرودة قصصية للقاص شوقي كريم
وقح ذاك الولد الذي كان يتأمل سيدوري وهي تعد العدة، لغرض ترويض انكيدو،
القاطع للطريق ،وغير المكترث لذاك الملك البهي قلقميش، السادر في غيه.. الذي ما ترك انثى اوروكية الا ولامس جسدها الفخاري المليء بروائح الفرات التي كان يعشقها!!
الولد الوقح، دون دراية منه، مد يده اليمنى الى ما بين فخذية، متلمساً افعاه الخاتلة، افعى يقول عنها والده، كاهن المعبد، العابث بالكلمات، الرجال دون افاع تتدندل بين سيقانهم لا تحترمهم ذكورتهم ،وترى فيهم الالهة مجرد خيالات ظل يتوجب امتهانهم، الرجل افعى، والاناث حمامات بيض يلون الحكايات بما يرضي غرور الافاعي، فترفع الإعلانات
الإبلاغ عن هذا الإعلان
الإعلانات
الإبلاغ عن هذا الإعلان
رؤوسها مراقبة وحشة الطرقات، المحاطة بخيبات الامل، تبتسم سيدوري متلمسة
نفور نهديها البارزتين مثل سهام منتظرة الاطلاق ،مكررة توسلات قلقميش في ان يكون منافس الارباب رفيقاً لدربه، ومنقذا لأوروك التي تعيش تهديداً فاضحاً بزوالها !!ً
قالت سيدوري..-لا تكترث سيكون طائعاً صاغراً بين يديك !!
ضحك البهي، بجلجلة عالية الرنين، وبهدوء
اخذ سيدوري الى حضنه الذي ارتج مثل زلزال اهتياجاً، وشبقاً تدفق بين يديها اللتين مارستا الاغواء بشطارة متقنة، مؤثرة، تعرف بالسر لكنها لا تود الافصاح عنه، خوف ان يعلن المناصف للارباب هيبتهم غضبه، منذ فتوتها الاولى، علمتها سيدة الصنعة، ان الاسرار لا تعلن عند امرين خاصين، الخمر وهيامات الشبق المهدورة في لحظات رجاء تطلقها حنجرة خائفة!!
رأت إليه يتلمس ثنايا جسدها بخذر اعمى، خطوط اكتشاف متعثرة لم تك تفهم مقاصدها قبل لحظة الانهيار!!
تنبر شفتيه المرتجفتين هلهاً، لا تتأخري.. حاجتي اليه ملحة، لا تهدأ لواعج اوروك الابين يديه،،محنة خلق معاند تحتاج اجابة،!!
/روحك مضطربة /احلامك تخوض في يباس،/لا ترمي شباكك الى نهر لعنته الهة الجفاف../روحك فارغة وسؤاله ابتعاد فعلام ترفع رايات توسلك صحراؤك امتحان لا محنة/اعط لنفسك خيار تأمل/ودع مهمة المجيء ليَّ الولد الوقح اخذته سيول الانتشاء، واضعاً
رأسه الواج بلهب المرادة بين يديه، كلما ابتعدت المسافة تلاشت الوجوه، واختفت المرامات،/ المسافات تقترب مادام ثمة من يهم بالمجيء. بيسر التفكير رفع رأسه متأملا بعينين كليلتين ،اوجعتهما رجوات الاقتراب.
قال—ليتها ابعدته!!
قالت— ترقبك خواء،،،وخوفك توسل!!
قال—ما من طريق يوصلني الى الغاية!!
قالت— مماشيك مأهولة بالإجابات أين هو السؤال؟!!
قال— سؤال ابديتي جاء من هناك،،معابد تؤله الوهم.. وتراتيل تمجد الدم!!
قالت—وأنت،.؟!!
على الاتساع فتح عينيه ،مراقباً معازف النايات ،الشاقة لقامات القصب/لا تلصق روحك فوق جدار خاوٍ/لا تطلق سهماً صوب اناث الافانين/لا ترمِ ليلك بأحجار الصمت لا تقصد غير مسارب درب يعرفك/الدروب/ معاني الافصاح/ فغني بذكرها يامواويل القصب!!
تتلاشى الرؤيا او تغيب فجأة، يتبادلان النظرات بحبور عاشق ميتم، لا يجيد سوى غريب التصرفات والافكار.
قالت—صعب مرادك،،النايات لا تجيد سوى الانصات الى انفاس عازفيها!!
رد الولد
قالت—اعياك الاقتراب،!!
رد قلقميش بخدر انثوي ،جعلها تبصره بملل التمني،—-ابن القصب هذا خذيه بعيداً
الوقح، شاطباً ما لا يريد من الرؤيا، بصوت تعمده رخياً بعذوبة صوت طائر الكرسوع ،— لا شيء يجيء من الروح سوى الرغبات. .الفكرة لهو تشيع الابتسام والتفكر اينك الى اين تروم الوصول؟
استفز السؤال هدوء قلقميش، محركاً كدرة خدره، استقام مراقباً سيدوري الساقية لفتاها الوقح ،ما يشتهي من خدر القصب وطعمه المشتهاه!!
صاح الولد الوقح(أخ،،عفيه روحي شگد حمل حسرات منج صاحت سيدوري،(بعد ان احتست مسرعة) ما رأته مستقراً بين يديها(أخ من هذا الزمان وفعله المتردي!!)
صاح قلقميش، بصوته الالين من تمرة برحي، متاملاً الولد الوقح،( زمني دخان،
ازمنتكم هباء.. زمني قبول،،ازمنتكم رفض،، لاخيار سوى ما سلكناه من الطرقات سوية)!!
اطلقت ثمالات سيدوري الذي اخذت الولد الوقح الى حضنها رعوداً من الضحكات التي امطرت كدراً على وجه قلقميش الذي تحيرة خيارات سيدوري الوقحة، ما كان عليه
الاستسلام ومعرفة الدرب الموصل الى غاياته دون الاستعانة بالمرأة الشديدة الكراهية
ولهاثات انفاس فاسدة،،اوروك تمجد رضاها فمن يمجد بعد الان رضاي، وكيف!!
تقيأ الولد الوقح، لهاثه فوق اثداء الانثى المصابة بداء التأوه الدافع الى الاشتهاء،
قلقميش، اسقط هيبته بين يدي الانثى الامكر من ابن اوى، ترمي به بعيداً وما تلبث
ان تسحب خيط أوبته ببطء. بطء مبالغ فيه، يتابع خطوات محنه، غير مكارث برغبات الولد القح ونهزامات سيدوري امامه، سيدوري،،سيدة اوروك المطلقة، الحاضنه لكل رغبات الالهة وفجورهم /هي التي رأت كل شيء،،لكنها كتمت السر وما اعلنته حتى لوجودها الراغب بالاعلان!!
قال الولد الوقح ضاحكاً—-السر،، ما احتجت لشيء سواه!!
قالت المرأة ناهرة.—وما حاجتك اليه!!
اخذ الولد الوقح رأسها المليء بالأسرار الى ما بين يديه الحاذقتين بالاكتشاف.. حاولت
التملص لأنها عرفت ان اللحظات الاتية ان استمرت، ستكون لحظات هتك الاسرار وافتضاحها، بهدوء ماكر قبلَّ ما بين الحاجبين بتؤدة العارف للمرام، نزفت الروح
تأوهاتها لاغية ما يعكر امانيها، انهمراً متوسلين افتضحاهما، الذي اصاب قلقميس بالخبال، اقتعد ارض الحانة ثاغباً،( آحاه يامراد گلبي) تفتت صخور المواجع بين الارجاء ،زحفت المرأة المثقلة بالخطايا الى حيث تمزقت ثياب الوقار(كانت تفقه السر،،لكنه يتعمد الابقاء على كواتم الرفض، مسدت شعر رأسه بحنو أم ،بكي لاعناً ازمنته التي منحته كبرياء العجز، وفوضى الوضوح.
قال—-الاسرار عجز خطايا!!
قالت—دورة وضوح وقبول عناد!!
قال—- لا جدوى من هذر عاجز!!
قالت— بلواك ليل وضوحه محنة وظلمته ابتلاء!!
صاح قلقميش متوجعاً—اما اكتفيتم!!
غادرت سيدروي محنة الانتظار الذي اصاب وجه الولد الوقح باضطراب خجل، جعله يضع رأسه بين يدي الانثى الراعفة مودة، اللوحة اعيت احلام قلقميش، فتعثرت عند ابواب رغبته بأن لا تكشف الانثى سر الانتهاء.
قال الولد— ثمة حقيقة تحتاج الى اعلان بين بيوتات اوروك!!!!
قالت سيدوري—سر لا يعرفه سواي.. وما احتاج اعلانه!!
قال قلقميش—-اتعبتني لحظة الكشف واسقطت هيبتي!!
قالت سيدوري—هيبة قحط وغلو روح!!
ما كنت تريد الكشف،،لكنها لحظة الانهمار التي خانتك وفضحت الانهدام!!
قال قلقميش—ما كان امامي سوى المعرفة الوهيتي اوقعتها ثلث انسانيتي في حبائل
شهواتها، الفعل جبروت روح لا حكمة عقل!!
صاح الولد الوقح، لطائر فوق الرؤوس مخترقاً سماوات اوروك وعفتها.
!!—السر.. السر.. السر
استيقظت المدينة على طبول حروبها، لترى قلقميش وهو يستعد لحروب مجازفة، لا تثير
سوى غبار عزلته منتظراً الانسان الذي روضته سيدوري ، ليعلن حربه، الخاسرة دون عناء، الولد الوقح ،لملم معازف النايات، معلناً/لم ير قلقميش سوى عفته المقهورة، عفة تحيطها الاكاذيب،،لذا نراه لم يترك بنتا لا نها الا بعد الجلوس بين يديها والبكاء بصمت مريع ،السر اختفاء الاناث ،وخوف قلقميش من الفناء دون ان يترك اثراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق