~~~~~~~ سردية شعرية
الأوقاتُ مازالت تنتحبُ مثلما ينتحبُ وجدانٌ مكلومٌ ،
يهطلُ الوجع إجهاشةً تلوَ إجهاشة ، وتنهمرُ علينا الكآبةُ ككراتِ الصقيع وتتنزلُ الأحزانُ كوابلٍ من حجارةِ سجيل
لا حبَ يرتِّقُ ما تمزق باتت أغنيات العصافير عويلاً
في القلب ؛ يغرسُ الحزن قصيدةً لاتنتهي
بينما الروح تعقدُ خيطًا لا ينقطع بالله ،الكلمات تتعثر بكبوات الوجع و اعتذر الربيع عن تقديم أهازيجهِ للشمس
وتاه الأطفالُ تحتَ المطرِ يُفتِّشونَ عنِّه ، سطورُ هي الأوقات نكتبها فوق أوراق الأقدار ، و كلاهما مثل سِنِّ رمحٍ تنغرسُ فِي اللحمِ فينبجسُ الألمُ بلونِهِ القَانِي ، قطرة قطرة، تتناثر الدقائق
كحباتِ عِقدِ حينما تنسى الأوطان أسماءها ،
وثمةُ ما يقبعُ فِي المسافةِ بينَ الذاكرة و الحنين ، ،يسترجع أطواق الشمس ، و هي تراقص تلك المروج ،حيث أعشاشُ الحب على الأغصان وسكينة الدروب عند الفجر..وصوت المآذن البعيدة رحيق الياسمين عند الأبواب .. وركوة القهوة في أمسيات السمر و حلم منسيّ عاد كمحبةٍ تفوحُ عطراً ، سحابة عابرة هي الأوقات و نهرٌ قصير هذهِ الحياة ،لذا اجعل سحابتك غيثاً يسقي يباب روحك دوّن بحروف الشمس ، فوق فضفضة أنهارك ، ودع نهرك يتناثر قطراتٍ في سماء روحك ، إرسم إهليجية الشمس أقواس قزح ، ورمم جراحك لتكون أنت السماء
و السحابة و الشمس ، و تدرك نهرك وهو يسري داخلك
فغداً يبني السلام أعشاش حُبْهِ فوق أغصان الذاكرة و تنبت فوق ندبات الآلام ،ابتسامات رطبة تشجو
ترانيم السماء ..
سما سامي بغدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق