زِدْني ببَحْـرِ الهـوى وَالشَوقِ إغـراقا
وَاسْعِدْ فُـؤاداً إلى عَينيكَ مُشتاقا
أسَرْتَ قلبي وَروحي في هَواكَ وَلا
أُريدُ منكَ طَوالَ العُمْـرِ إطلاقا
شَمْسُ الغرامِ بقَلبينا قد اكتَمَلَتْ
وَهْجاً رأينا لهُ في الرُوحِ إشراقا
والنُورُ شَعَّ على الدُنيا لنَمْلأها
حُبّاً كَتَبنا لَهُ عَهْـداً وَميثاقا
إنَّ الجُنونَ الذي يجتاحُ أنفُسَنا
ماقد رأى مِثلَنا في الكَونِ عُشّاقا
بكلّ لَحظَةِ حُبٍّ ألتَقيكَ بها
أرى منَ الخُلْدِ وَمضَ النُورِ بَرّاقا
القلبُ دارُكَ فاقطُفْ ماتَشا فأنا
زَرَعتُ فيهِ الهَوى تُوتاً وَدُرّاقا
أجْريتُ نَحوَكَ من قلبي وأنتَ بهِ
نَهْـراً منَ العِشْقِ والأشواقِ رِقراقا
مادامَ بي رَمَقٌ..أسقيكَ من وَلَهي
وَصْلاً سَيَكتُمُ للحُسّادِ أرماقا
ناءٍ وأنتَ برُوحي لاتُفارقُني
وَحينَ تَدنو يَزيدُ القلبُ اشواقا
إنْ غبتَ عنّي أرى الدُنيا بلا فَرَحٍ
وَأقطعُ الليلَ تَفكيراً وَإطراقا
وفي انتظاركَ رُوحي أيكَةٌ هَلكَتْ
لمْ تُبقِِ فيها رياحُ الشَوقِ أوراقا
ومَنظَرُ القمرِ السَهْرانِ يسحرُني
فكلُّ كُلّي إلى مرآكَ قد تاقا
فالشَمْسُ من عشقِها للأرضِ إنْ غَرُبَتْ
تَصيرُ جمْـراً على الآفاقِ حَرّاقا
كأنّما قلبُها قد ذابَ من شَجَنٍ
حتّى استحالَ دَماً في الجَوِّ مِهْراقا
فلا أريدُ شُؤونَ الكَونِ تشْغلُنا
يكفي لقَلبي مِنَ الفُقدانِ ماذاقا
بيْ منكَ فَوق الذي مافيكَ من وَلَهٍ
حُبٌّ عليهِ مَجالُ الكَونِ قد ضاقا
فاقبِلْ إليَّ فَلو قد جئتَ ياقمَري
أرمي عليكَ منَ الأزهارِ أطواقا
روحي تَعودُ إلى الدُنيا وأنتَ مَعي
وقد رأيتُ النوى للروحِ إزهاقا
فاشبُكْ يديَّ لكي يَبقى الهَوى عَلَماً
بيني وَبينِكَ طُولَ العُمرِ خَفّاقا
ليلاس زرزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق