قصة علي حداد
الحياة سريعة.. كمجرى النهر..
ما دمت بطيئا..كماء بركة.. آسنة..
الى السد العالي جميل عباس والصخرة السوداء صاحب خزعل وشدراك يوسف .... وابي ..وخالو.. وعمو بابا
اكره الاباء الذين يرسلون ابنائهم في المساء من اجل ماعون العنب من البراد وخاصة حين يكون الابناء منسجمين مع مسلسل تلفزيوني يستعرض حياة السيد حماد وكيف كان يوجه اولاده واحفاده على الطريق السليم وكان يجد في ذلك صعوبة بالغة لان الممرات والدهاليز كانت ملتوية ومليئة بالمطبات.. ثم جاءني صوت ابي، فنهضت مسرعا الى المطبخ حيث يقبع البراد مثل غول معوق..وعدت من فوري .. لكني لم اجد احداً ممن اعرفهم فسألت ابي!
- اين العم حماد؟
- مات.
- وابنته؟
- تزوجت من ابن عمها المريض.
- وهل ألقوا القبض على طنطاوي؟
- كلا.. فر بجلده الى الامارات، بعد ان ادخلوا بثينة الى المصحة العقلية.
- وابنها حسنين؟
- تبنته المعلمة لتقطع يديه وترسل به الى حارة الشحاذين.
في ذلك المساء اختفت كل اعناب الدنيا وتفاح الكون والفاكهة والصيف والبراد وايقنت ان الحياة سريعة جدا ..
على الرغم من هذا الزحام..وهذه الحشود البطيئة ...وهي تستقل سيارة النقل العام المتجهه الى منطقة 6 اكتوبر حيث تقع مصحة بثينة العقلية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق