حط الطائر المهاجر رحاله في ( السليمانية ) حيث الجبال العالية وأشجار الجوز والبلوط وناسها البسطاء الطيبون ومدينة ألعاب ( جيفي لاند) التي يعشق ألعابها ويستمتع بأجوائها الجميلة .
في ركن متجمد حيث تتساقط الثلوج بغزارة ، كان الطائر يرتجف من شدة البرد رغم ما يرتديه من ملابس سميكة وقبعة تحمي رأسه من الصقيع ، بينما هو يتناول طعامه بشهية و تلذذ ، وقعت عينه على ولد صغير عليه آثار الفقر والعوز ، يجلس وحيدا مرتجفا يلوذ بجدار المطعم الخارجي ويحتمي به من البرد والخوف معا وكأنه حضن أم حانيه .
هنا جال في خاطره أن يقدم له ما يستطيع من مساعدة ، فخطرت له فكرة ، نزع الطائر ما يرتديه من ملابس وقبعة رغم حاجته لها وقدمه بكل محبة وود الى ذلك الصغير البائس..
في بادئ الامر رفض الصغير ذلك العرض الذي لم يتوقعه ، لكن أمام إلحاح الطائر قبل به وشعر بالسعادة وشكره كثيرا على لطفه وكرمه .
أحب الطائر أن يتابع الطفل الصغير وماذا سيفعل ، وكيف احواله ، واين يعيش ..
فلاحظ أن الولد ذهب مسرعا وهو ضاحك الوجه يطير فرحا كأن الارض لا تسعه من السعادة .
بعد برهة صغيرة وصل الى باب منزله ليجد ان أخته الصغيرة تنتظره متلهفة الى رؤيته بكل براءة الأطفال ..
ففعل الولد الصغير ما لم يتوقعه الطائر حيث نزع الوشاح والقبعة التي أعطاها له والبسها لأخته البريئة التي كانت مريضة بسبب الجوع والبرد ، وهو سعيد بهذا العمل .
هنا فرح الطائر على ما فعله الولد اللطيف وقال : هذا هو الإيثار الحقيقي لأنه فضل أخته على نفسه رغم ما به من حاجة.
مها حيدر
من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق