تعيش السيدة ( سين ) من معاشها التقاعدي الذي تستلمه كل شهرين، معاش اذا لم نقل جيد فهو لا بأس به بما انها مديرة مدرسة متقاعدة، تنحدر من عائلة ميسورة من البصرة، تسكن في بيتها في أحد الأحياء الراقية في بغداد، ومأساة السيدة سين ليست في امكاناتها المادية ولا حتى في عمرها السبعيني ألذي تجرجره بخطى وئيدة وكأنها سلحفاة، ولا حتى في اذنها التي لا تسمع الا بالصراخ قرب رأسها، مأساتها في ابنة اخيها المجنونة ألتي تعيش معها وألتي ضج الحي من صراخها المجنون وطرقها على الأبواب والشبابيك في منزل عمتها، حيث قرر ابوها تركها هناك لأنها استثمار خاسر بما أنها مجنونة، وما ألذي يجبره على صرف أمواله على علاج فتاة مجنونة، هذا ما أورثته له العائلة مع ميراث الثروة، خيط لا بأس بسمكه من الجنون، قال له ابو جمال الحارس :
_ يا سيدي ان السيدة سين امرأة كبيرة في السن وتحتاج من يقوم بواجباتها فكيف تعيل هذه المجنونة المسكينة، رفع حاجبيه الى أعلى، برم شفتيه الى أسفل، وقال :
_ لننتظر الى أن تموت سين ونرث منزلها .
شهرزاد الربيعي / العراق
من كتابي ( تانغو قصص قصيرة ) عام ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق