لم تعد تؤرقها فكرة الضريبة التي يدفعها الكاتب بإعتبار كل قصة يكتبها هي تجربته الشخصية، وهذا أقسى ما كانت تواجهه، أحياناً يضعها في حرج تستطيع أن تتجاوزه بجرأتها، لعلمها بأن مجتمعها طالما حملها ما لها وما لغيرها، قررت أن تسطر في كتابها كل سنين حرمانها و عدوانية مجتمعها ليس تجاهها فقط، ولا حتى تجاه كل نساء ذلك المجتمع، وانما تجاه الرجال أيضاً كمنصفة في أحكامها، أكسبتها سنينها شيء من الحكمة والخبرة .
كانت تقول: بعد الآن، لن أخبيء كتاباتي، كأنثى تمساح، تخبيء صغارها في فمها، خشية أن يأكلهم ذكور مجتمعها، راضية عن نفسها عندما اعتقدت انها وأخيراً أثبتت ذاتها، وان جاء ذلك متأخراً، بل متأخر جداً، لا بأس، أن يأتي متأخراً أفضل من أن لا يأتي أبداً .
بينما كان يقراء لها ما كانت تنشره على موقعها الألكتروني، كانت تقف بين عينيه فتاة عشرينية، جريئة، صريحة، حادة كسكين سُن حديثاً، ذكية وناضجة كفاكهة حان قطافها، ومع كل عبارة كان يقرأها كانت تفاصيل صورتها تكتمل أو هكذا ذهبت به أوهامه، رغم انها لم تكتب باباحية مبتذلة، كانت فقط تلامس واقع مسكوت عنه بجرأة غير معهودة، دخل حفل توقيع كتابها، فتش عن فتاة أوهامه ولم يجدها، سيدة خمسينية كانت توقع الكتب بفرح وسعادة غامرة، اقترب منها قائلا :
_ لقد خدعتني .
_ الم يعجبك كتابي ؟ هل خيبت ظنك ؟.
_ كَتبتِ نهايتي .
_ لقد بدأتُ تواً .
شهرزاد الربيعي/ العراق/ من كتابي ( تانغو قصص قصيرة ) ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق