غرباءُ عن الحبِّ // بقلم الأستاذة // امل الآغا

. . ليست هناك تعليقات:

غرباءُ عن الحبِّ...

رحلتُ...وقد انتهتْ بي الحياةُ في غابةٍ عذراءَ، تستحي غزلَ شمسٍ ولودٍ...
فعندما يزهرُ السّنديانُ، ستجدُ الصّبرَ، يسكنُ تلكَ البقعةَ الموشومةَ على رقيمِ خاطري، محفوفةٌ بالظّلِّ والحنينِ...
تحسستْ أناملي تجذّرَ الطّحالبِ في كيانٍ عجوزٍ، وكأنّما في يخضورها محجّةٌ لرضيعٍ يتوسدُ عناقَ صدرٍ رؤومٍ...
طالعتني صحائفُ رؤاها، الحاضرةُ في تدوينِ الخبايا، فما كانَ من عتمةٍ دهماءَ، تقصُّ سيرةَ الغافلينَ، وتستفتي تاروتَ المخبتينَ..
احتجبَ الصّمتُ خلفَ مصفوفةِ النّكرانِ، حتّى انقشعتْ فتنةُ الشّبابِ، وصارَ الانفلاتُ من طحلبٍ مخملي ضرباً من العقوقِ...
فهي زينةٌ إذا ما احتشدتْ...
بهاءٌ إذا ما كلّلها النّورُ في عشقِ الصّباحِ....

رحتُ أُقلّبُ الأرضَ، وماغيّبَ الموتُ من كائناتٍ، حتّى أصابني اختلاجُ الضّحايا، وعجبتُ لأنينٍ عظيمٍ يختلي حطامَ الرّاقدينَ...
فوطني الذي أضاعَ منسأتهُ السّحريةَ، ظلَّ يعرجُ في خطوطِ مشيئتهِ، منكباً على جباهِ الجّبناءِ...
ويدهُ التي ضمّها إلى جيبهِ، لم تخرجْ بيضاءَ من غيرِ سوءٍ، فلقد اندثرتْ آياتُ الأنبياءِ، وباتتْ الوحشةُ تقضمُ أشعارَ الحالمينَ، وتحتلُّ شهواتِ الجّياعِ...

اسألوا الذينَ بنوا شرانقهم على جدرانٍ مطليةٍ بالقطرانِ !
هل تعذرتْ في غيابِ القمرِ؟
هل غدا الأسفُ مطوياً في سوادِ الرّغبةِ؟
عواصفٌ تفتكُ بصوامعِ الأمانِ، عندَ شهادةٍ تَصمُ الذُّلَّ وتنذرُ بالضّياعِ..
عند شوقٍ يَميزُ الولهَ، ويتصدقُ بالعبراتِ..
عند أفولٍ يحجُّ الوصالَ إلى ولوجِ الشّمسِ في تماثلِ الحسناتِ...
غرباءُ عن الحبِّ...
وقد تسربنا من جنونِ أسرارنا...و صارَ للفراشِ المكتملِ حلمَ الاحتراقِ، حولَ تابوتِ التّأقلمِ، وملامةِ الانفلاتِ من عبثيةِ الاستنساخِ..
غرباءُ عن الحبِّ....
نعودُ المكلومينَ على موائدِ الأضحياتِ، أشباهَ اللقاءِ، وقد حطَّ النَّحيبُ في مقلٍ، باتتْ مخدعاً للخواءِ..
وفي الآذانِ وقرٌ يضجُّ بتخمةِ الحياةِ...
نعيشُ المدينةَ المهجورةَ في أكواخِ اندثارها، وللريحِ رواحها، بضعُ هباتٍ عاصفاتٍ بالخوفِ، مزلفاتٍ بالتّمني..
وتلكَ المعاولُ الحزينةُ، وقد غطّاها الصّدأ في خريفٍ ماجنٍ، يتصيدُ شحوبَ النّفسِ، طقساً من امتهانِ السّلطةِ وصهينةِ التّعدي...
كانتْ تستضيفُ الرّبيعَ على مقابضَ من بهجةٍ، وخيراتٍ من نعيمٍ، لا تؤمنُ إلا حنيفةً، ولاتنبضُ إلا عشقاً لورثةِ اليقينِ...
و لازلتَ يا وطني....ضيفَ العشاءِ الأخيرِ، ممتشقاً ذلَّ الدّعوةِ، مُحْكِماً مزالجَ العودةِ في صولةِ الانقيادِ....

بقلمي ..
أمل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك