تأملات في عنوان نصّ (مفاتيح الهوى) للشاعرة الصديقة التونسية حسناء قرطاج.
نصّ مفاتيح الهوى مونولوج يرتكز على شبكة علاقات منطقية وبسيمائية طاعنة بالحضور الوارف حيث تتلاطم دقات القلوب مع رماح المهزومين منذ الهزيع الأول من ليل القرابين.
لنقرأ النص معاً مفاتيح الهوى
سؤال فاجأني ودفاتري
ذات ارتطام شاعريّ
"سيّدتي هل يحق لي أن أعشقك؟"
أربكني وأنوثتي..
ليس الهوى ما شدني
بل شكل السؤال المدهش
ان التّحضر مُربكٌ يا سادتي
فكيف أجيب شاعري
راوغته وأنوثتي
وهذا دأبي عادتي...
لكنه طلب الجواب
شغلته بقصيدة
وفتحت للشّعر مليون باب
وهذا دأبي عادتي
لكنّه ألحّ بالسّؤال :
"سيّدتي هل يحقّ لي أن أعشقك؟
و هل لي منك بالجواب؟"
أربكني وأحرفي
إن الرقيّ مربك يا سادتي...
مهلا، رُويْدَك سيّدي،
قلبي بقفص الضّلوع معلّقٌ
أجدّف ببحر الغرام فلا أهتدي
لو تدري يا شاعري
مكسورةٌ هي مركبي
وعَصْف النّوى يجتاحني
يغرقني بمحابري
آدم مثلك سيدي
ادّعى بزمانه أنه شاعريّ
اغتالني وأنوثتي
هشمّها مرايا مُهجتي...
أبواب الفؤاد أقفلتها يا سيدي
ومفاتيح الهوى ليست معي
فهل يحقّ لي أن أمنعك؟؟...
بقلم حسناء قرطاج
السائد والمُتعارف لا ينتج عنهُ إلا نسخ كربونية من الحياة. ولكن التميز لا ينبت إلا في أرض التمرد والشجاعة.
وما العمر إلا لحظات ذات مناخات مختلفة تسعى لتُثبت البصمات عبر مساحات حسية حديثة المنطق.
وما بين الهزيمة والهزيمة الكبرى سوى مواجهة ما بين الأنا الخائفة والتي تتحول إلى أنا شجاعة بعد كشف الستائر لمواجهة الجموع الخاملة والضائعة, الحياة لا تعترف بقوانين الجمع والطرح, الحياة مشاعر عميقة تتفرع من شجرة الروح.
هنا الثائرة حسناء قرطاج نجحت في خلق شغف جاذب عبر عنوان نصها مفاتيح الهوى عبر ابستمولوجيا وارفة الشوق وكثيفة الحضور.
مفاتيح الهوى عتبة تتماوج في ذهنية القارئ في عرين الزمن القرائي لتطرح باقة من التساؤلات في ماهية الحالة الشعورية العميقة, فمنذ مُعلقات الأقدمين مروراً بتوهج الوصف في عصر ازدهار الشعر العربي في العصر العباسي ووصولاً لجيل نزار قباني, هؤلاء ثابروا على تسليط الأضواء على المنظومة الجمالية بآفاقها الواسعة وتحديداً المرأة بوصفها ينبوع الجمال والنص العاطفي كونه أحد جسور التواصل ما بين العشاق فمنذ (ليلى العامرية) (ومم وزين) ومروراً ( بمي زيادة وجبران) ووصولاً لعشقي الاسطوري لأمي, ومفاتيح الهوى تنتقل عبرَ قلوب العشاق من جيل إلى جيل.
محمّد مجيد حسين
مم وزين قصة عشق من التراث الكردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق