...في صمت ساحر وكئيب ،يراقب مراكب النجوم،وهي تتوسد أضواءها الناعمة، في سماء هادئة، توشحت بضوء القمر الناعس في عينيه المتعبتين من شدة التأمل...
كانت أنشودة الصدى تلاحق أذنيه في ترنيمة بألوان باردة، فالشتاء موطن سؤال الدفء ،من نافذة غطها ظلام الغرفة ضيقة تتنفس عبرها ما تبقى من الحياة...
كل ذلك الصمت ما هو إلا قناع مريب لعاصفة تخفت برداء الصحو و المباغتة، فاستعدت جميع الكائنات المرئية وغير المرئية لوثبتها نحو الفرار للنجاة من مخالبها الحادة ،بينما هو فقد تراجع مبتعدا عن النافذة، سائلا بيته العتيق عن سلامة جدرانه المحنطة بالذكريات...
هاجمت الغيوم الداكنة مراكب النجوم،فانمحت خائبة،غارقة في ظلمة حالكة،تنذر بغضب الطبيعة...أوصد أبواب منزله وخوفه الوحيد من انهيار العالم...زغردت الرياح في محفلها المجاني العاصف،فعبثت العاصفة الثلجية بأركان جسده الطيني المتصحر من رغبة المقاومة ،فانهمر الصمود على لحيته البيضاء قصصا عامرة بطقوس الفشل والفشل مستنسخا من فشل البدايات ،ففقد توازنه،وشدة العاصفة تضغط على جدران قلبه، ليتوقف عن عد السنين، وهو في رحلة غيبوبة، انتهت فصولها في قلب العاصفة الموهومة...
سقط أرضا، فانتشلته النافذة العجيبة...رفع رأسه،وسقفه في العراء...تذكر وجه امرأة بعمر الربيع، فاستسلم لها راقدا في صمت ساحر وساحر... (قصة قصيرة جدا ) مصطفى ولديوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق