3/ديوان جديد
.. عُسر أنتماء ..
كثيرٌ ما أطوي رداءَ أهوائي
أرميه وراءَ ألٌلامبالاةِ
أرتدي ... سحنةَ عابرٍ يَغذُ خُطاهُ نحوَ
وجوهٍ غابرةٍ بدونِ ملامحَ
ليس لي منه سوى .. نظرةٍ بلا عيون
يُشيحها بعيدا ... ترمُقني ...
هذا ما أبّلّاهُ دناءة المقت الساخر ..
يَتلبسني ... أرفضهُ
رغمَ قدرتي لنثرِ محبتي
على قلوبٍ ميتةٍ كالصخرِ .. فيفيض بي وجدُ الأنتشاء
أتوه أحياناً ... كثيراً ما أتوه
كيفَ أُلملمُ خطا المجون
هي مبذولة .. كما تفاهات الآخرين لإيلام ما يبتغون
وأنا مُقِلٌ في نسجِ أفكار ماكرة ..
أو بالأحرى ... لا يراودني هذا المسخ
على ما أذكرُ ..تَدْعونه الكُره
قد لا أُجيدُهُ متأكد لا أسّتَسيغه
قطعاً .. لم نتفقْ وأياهُ منذُ طرحي
على باُب (المجاز) في ولادةٍ عفويةٍ معسرة ... يوماً ... كما علمتُ قائظا
والحبل السِّري لا يزالُ يرافقني ..
يكفيني ... توحدي ... صفوة روحي
وحرفُ الشِعر ملبسي المُقتر
أواري به سوءةَ الخيبات
بالإمكان ... لو َنتقاسمها معا
نصف لكم .. ولي كله
لو أستريح .. مساحة الاهتمام موجعة أَدَعَهم في متاهتهم
يَطَفقون بأسمالٍ قذرةٌ ..مُرائين
أواري به سوءةَ تداعي افكار مجنونة
لا تظنوا بي الظنون ...
أكتاف الامس .. لا زالت تنوء
وأنا المُضمخ عشقاً
النوايا آسنة... بأنفاسِ ذبيحةٍ
ْلوجهِ اللهِ
موحلةٌ ... أيدي المتربصين
المتوارين خلفَ حجاب سافر مُهين
واهبين الرياء ..
أَ هُنا تَتِمة مساكبَ الثكالى
هاكم عقل نبي ..
إخّتَلِفوا لا ضير ...
الرب أباحكم لترتعوا ..
قيد أُنملةٍ لو تكونُ العطايا
كفاكم ..
ثوب الستر المُحاك ... عهناً
لا يخفي عُهرَ المَجون .
........
هاكمُ ...
بعضيَّ ... من بعضِ
لعله مزارا لولدي ..
أوشموا مثواي ..
بما تَبَقى لي من نجيع
أني صريع ساسة العهر اللئيم
لي الله ...
ولكم ... مشرعة أبواب الجحيم
........
تناجيني
فراشات الغدير
تارة تحط على الودق
المنثور على زغب الأرض الأخضر
وأخرى
على أهداب عيوني
أمنحها عطري
تمنحني رفيف همس
يداعب شجوني
أيا نشوة سكرى
ودفء يعتريني
لو أُباغت وجه الصباح
يمتزج ضياءه
بسحر عيوني
تتورد أزاهير العريش
.........
.. رشاد بري ..
صَعدتُ ألى السطحِ
على ما أَذكُر ..كانَ يومُ غد أمتحان
معتمٌ الليل ..
صوتُ شاحنات النقل
أسمعها من بعيد .. وهي تمرق مسرعة..
نيازك .. تعبر السماء .. تختفي
تُلاحِقُها عيناي السرمديتين
صوت سرير جارنا
المتزوج حديثا
يشاغبني
أتجنب الأستماع اليه ..
قال أبي ..
لا أقبل بأقل من ٩٠%
مُعسِرةٌ هذهِ النسبة
وسطَ هذه الليلة الماجنة
جارتنا في الشارع المقابل
تُطفئ النور وتوقدهُ عدة مرات
نعم هي تُثْبِتُ .. أنها موجودة
أَسْبِقها بِمَرّحَلةٍ واحدةٍ
تَسْبقُني سنة عمرا ..
في أخر سطوٍ مجنونٍ
عَبَرتُ سياج حديقتهم
كانت قبلةً شفيفةً ..
كما أظن ... طعمها الرشاد البري ..
لي رغبة أنْ أُنهر جارنا
ليته ينتهي ..
رغم أني مدعي ... متمنع
صرير السرير يكاد لا يتوقف
وأنا لست على ما يرام ..
طويت الكتاب
تكاد جارتي أنْ تُعَطِلَ المصباح
الوقت تجاوز منتصف الليل
رائحة (الشبوي) تُزكم أنفي
شجرة السدر ..دالية على السطح
فكرة ...طالما راودتني ..
عَهِدتُها مرارا..
رَكَنتُ كتابي ..
برشاقة القط ...
أتخذت الشجرة سُلما
الباب موارب ..
آهٍ ... لحرارة الرشاد .. أشبعتني
تَكفيني القُبل ..
كم كنت... اُحبها سدرتنا الحبيبة..
أَشُم رائحة الفجر ..
كما تَركتهُ الكتاب ...
نداوة الغَبش على أوراقه ..
ثلاثة ساعات للنوم ..قد تكفي
صحوت ..
كم كان صباحا جميلا ..
صوت بائعة الخضرة الممتزج طيبة
خضرة ..رشاد (تازة ) .
أبتسمت ...
حُرّقَته لم تزل في فمي
دخلت الامتحان ...
وبين وهلة ... واخرى
يضجُ في مسمعي
صرير السرير ...
ولا يغادر مخيلتي أصرار أبي ..
محظوظ انا ...
كم أحب الرشاد ... والتين
وسطحنا الآيل للسقوط
........
علاء الدين الحمداني
.. إرتواء ..
سَكَبَ .. ما يكفي
أختلطَ الأمر عليه ..
الليل .. يقلبه ... ذاتين
شفاهٌ .. يابسة .. جَفَها كُثّْر التْمتَمات
تَلهَج كثيرا ..
ما تبقى لديه آخر قُتّره
نسي سُقيا سنديانته
ذابلة حد السقوط
عَطِشٌ جدا .. حد جفاف الريق
الوردة في آخر النفوق ..
نُزِرٌ ...
آخر الكاس ..
سقاها .. تفتحت
ومساكبه .. أغرقت شفتيه
حد الإرتواء ..
تَبَسَمَ ..
لا زال للعطشِ ... بقية
..........
علاء الدين الحمداني
ارض الملوك ..
جنة الله..
و لم تزل تنحت (كى)
مسمار فراديسها على ضفاف الخليج ..
النقش .. ضرع ..
يشرئب بالشفاه ..
افواه فاغرة ..
تُدمي مدامع العراة ..
من يهب المحار ...
حفنة رمل ..
والكف مغلول الى الأعناق
مسلوب .. حد التيه الى منتهاه
النَبل مثلوم على الجباه .
لا قطمير يغني
والفتق منسرح لا يفد به نقيرا ..
..........
.. زنزانة جسد ..
مُنذ عقود
أَدخلوهُ لجةَ القترِ
غُلِقَ البابُ
ما تغلّقتْ انوارُ الروحِ
دخلَ الدهليزَ
خَطَا ...
في زوايا السكونِ
آمالُ صغيرةُ ... كلُّ منتهاه
يرى يديه ..
نَسِيَ لونَ الجدارِ ..
من الكوةِ تُراودُهُ
خيوطٌ من العتمِ
أمنيتهُ لو انهُ
لمْ يكن
خطوةً ثم أخرى
ثم أخرى ..
آه .. لو كانتْ أربعاً
لكانتْ الزنزانةُ أوسع
جسدٌ موجوعٌ
لم يُبرِحْهُ ألأنينُ
هذي عطايا ألأعتراضِ
كم مضى من السنين
يولدُ الفُ ليلٍ
ساعاتٌ طوالٌ
ولا قرارٌ
يُصيخُ السمعَ
رتابةُ الأنفاسِ
توحي بالجنونِ
يلوكُ العمرَ أنتظاراً
فُتِحَتْ بابُ الظلامِ
وساقاهُ تحملانهُ
بقيةً من عظامٍ
تسائلَ
أين النورُ؟
أأنتَ مجنونٌ ؟
وُلِدَتَ اعمى
لا مشكلةَ
أنا أعمى
منذُ عصـور
طالَ المكوثُ
بعدَ هذا القدرِ الرهيبِ
سيتلمسُ النورَ
فالحبلُ وثاقُهُ مكينُ.
............
تتوارى .. في أيّ أرضٍ
في القاعِ ..
لا سُقيا لهى
ذابلة وردة الصبار..
غطاها الأديم
رغم ذلك ...
لا تزال الفراشات
تَحُط على مدفَنِها اليضوع
مسكا
..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق