(أستَميحُكُمْ عُذراً)
أستَميحُكُم عُذراً
يا رِفاقَ الهَزيمةِ
ليسِ في جُعبِتي
سوىٰ رَصاصَةٍ واحدةٍ
لا تَكفي لِموتِنا جَميعاً
لكنْ لا بأسَ أنْ نَترُكَ
بعضاً من بطولاتِنا
في معاركَ
لنْ نَنتَصِرَ فيها أبداً
لأنَّنا ما زلنا نَتسَكَعُ
في أروقةِ ماضٍ يقولُ
((إذا بَلغَ الفِطامُ لنا صبيٌ))
سَنُوهِمهُ بصناديقِ المَوتِ
المُعتَقةِ بسورةِ الفاتحةِ
وحكاياتٍ
عُمِدَتْ بدمِ الثّأرِ
وناقةِ البَسوسِ
وَصوتِ مُطرِبةِ الحَيِّ
يَستنهضُ فُحولَتَنا
بأناشيدَ
لم تَعُدْ تَصلُحُ
إلاّ للفُقراء
*********
تَعالوْا... نَتقاسَمُ الأَلَمْ
ونَنصُبُ سُرادِقَ العَزاءْ
أنتُم تندبونَ حَظَّكُم
ونحنُ نُواسيكُمُ
بقصائدِ الرِّثاءْ
نحنُ نبكي
علىٰ أمسٍ تَولّىٰ
وأنتُمْ..
تُشارِكونَنا الدُّعاءْ
نَحنُ نُولوِلُ
على الأملِ الذَّبيح
وأنتُم
تَنعَونَ الغَدَ الجَّريح
أنتُم تَلعقونَ جِراحَكُم
ونحنُ نُرمِّمُ لَكُم
ماتبقىٰ
من حاضِرٍ كَسيح
ونبقىٰ نَدورُ
في وَهمِ أُحجِيةٍ
منْ هوَ
صاحِبُ الكأسِ المُعلّىٰ
ومنْ كُتِبَ
علىٰ جبهَتهِ مَرهونٌ
لبيتِ الصَّفيح
ونُكملُ العَزاء
أنتُم
تَبحثون عنْ وطنٍ
لمْ يُسْرَقْ بَعد
ونحنُ
نَبحثُ عن أرضٍ
لا تكونُ فيها أَجسادُنا
شَواهدَ موتىٰ
ويستَمرُ العزاءُ
بنشيدٍ وَطني
لأمةٍ لم تُولدُ بَعد
أوْ أنَّها
قُتِلِتْ يومَ مولِدِها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق