الثانية صباحا // بقلم الأستاذة // عزلة كاتبة

. . ليست هناك تعليقات:

الثانية صباحاً : لاٲعرف كَم من الوَقت نمت؛ٳذ كنت مصابة بالزكام منذ يومين وربما هو من كان مصاب بي، فَتحت عيني بثقل ومازال النعاس يطغى عليهما،جُملة من الاشياء المترامية بقربي،زجاجات ماء مفرغة على الطاولة، قـَهوة تيبست في الفنجان، مُسكنات ومهدئات،ٲعقاب سجائر، كتب مبعثرَة مدونات جلدية، اقلام من الحبر والجاف، صُوَر من الماضي السحيق، هاتفي الذي لم اتفقدهُ منذ مدة.في الزاوية المجاورة يسقط ظل باهِت عكسته الستائر،لايتضح شيء من هناك سوى الفرش والالوان ، وتلك اللوحة التي كنت اعمل عليها وانا اجهش بالبُكاء،لطالما خيل ٳلي انها هي من اجهشتني. من بابي الموارب..لاٲحد يٲتي،لااحد يذهب، ظُلمة دامسة تكتنف الحُجرة. بِمفرَدي هنا،بلانَفس ثانٍ، بلايد ثالثة،بلاٲحد. ساعة مُتعبة تحمل عبء الاوقات الهَزيلة وحدها،ووحدها تحمله. نهظت من سريري عنوة، فَتحت النافذة، لاشيء في الخارج كتلة من الظلام الاخر، ٳنارات شاحبة وشارع مُقفَر لايفضي الى شيء. يستلقي هادئاً ووحيداً، تَمكن اخيراً من التخلص من المكابح المزعجة وثَرثَرة المارة. خَلف قُبضان الشُباك، بيوتات مَهجورة تقطنها الاشباح، خلف قُبضان الشباك اشياء كثيرَة من العَدم تتداعى هناك. ٲَشعلتُ سيجارة بٲصابع مرتجفة، سِربٌ من الدُخان يَنبجس مع كل نَفثة مِنها.يلفني الصقيع من كل الجهات ، ليس بالصقيع.اشعر بالدوار،لم اتناول شيء مُنذ صباح الامس،يَدي ترتعش وجسدي مُتراخٍ ،اتساءل ماذا يفعل الاخرون بمثل هذا الوقت،لايَهُم.نزلت الى الاسفل بخطىً وئيدة، المنزل هادئٌ تماماً ابوابه الكثيرة موصدة ،ما من نور هنا،ومامن نٲمة، سوى قطرات من الماء في المطبخ ودورة المياة التي يبدو كٲنها تشعر بالخمول، الجميع يرقد بـسلام. غسلت وجهي ونظرت في المرآة قلت:منذ مدة لم اكن انا اياي،اشعر بٲنني بعيدة عن هنا ..بعيدة عني . شربت قليلاً من الماء ،عُدت ادراجي، صعدت الى غرفتي وانا الوم نفسي على نزولها ؛ اذ انني كنت متعبة بشدة. ارتقي الُسلم وافكر بٲثاري التي تركتها خلفي،أُفَكر ببصمات يدي التي التصقت بالمقبض.،أُفكر بالشجرة التي تحولت الى باب دون ان تريد ذلك،ليس بوسعها الا ان تكون باباً يصفعه الاخرون طوال الوقت ،كم من الصفعات استحملت وكم تٲلمت من المفاتيح التي تدور بها مفاتيح الذاهبين بلاعودة ومفاتيح الايبين بلا ذهاب.والان ماذا سٲفعل بهذه الساعات الطِوال،لايمكنني القراءة، لايمكنني الكتابة لايمكنني فعل شيء،ليس بوسعي حتى البكاء.هل تعلم ماذا يعني انك لاتستطيع البكاء؟ انا اعلم بهذا.ٲروم الغرفة جيئاً وذهاباً.من الباب الى المكتبة والمَكتبة والباب.ٲود لَو تندلق كل هذه الدموع التي تقبع خلف عيني دُفعة واحدة. أُمسك برٲسي بكلتا يدي،يدي المفرغتان ،رٲسي الذي لاينفك يطحن الافكار دون جدوى،اكرر خطواتي عشرات المرات ربما اجدني خلفي او ٲمامي،ربما كنتُ هنا، بقربي، لم ٲكن بقربي،وفيما تخور قواي انزلق قرب الجدار، فراغ ممتئ بالغربة الموحشة عن كل الاشياء من حولي،لااشعر بالانتماء لشيء،مامن صلة تربطني بشيء هنا. وحيدة وبعيدة، بعيدة في غرفتي النائية عن كل ذلك العبث الذي يحدث في الخارج، في غرفة تطل على هاوية كل شيء يطفو بها اواجه هذا الكل بمفردي،من القعر حتى الروح، اضطراب عميق يَنسكب فيَ.استلقي على سريري ،فيرقد ظلي المبتور ،ٲحدق في السقف الذي يعرفني جداً ، فتتكرر محادثات الامس معه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك