نحن جيل الخمسينيات جيل لاينكسر وعطاؤنا لاينضب ، ولدنا في العهد الملكي وعاصرنا جمهورية الزعيم برئاسة نجيب الربيعي وجمهورية العارفين وجمهورية البعث وجمهورية الاسلاميين .... أقول جيل لاينكسر لأننا عشنا تفاصيل الحروب العبثية وكنا نموت كل يوم وعشنا زمن الحصار حتى بعنا كتبنا لكي يأكل أطفالنا ، وأقول عطاؤنا لاينضب لأن شهيتنا للقراءة كانت ولازالت فاغرة فاها فقرأنا روايات عالمية لفكتور هيجو ودوستوفسكي وتولستوي وتشارلز ديكنز وألبرتو مورافيا وماركيز وغيرهم من الكتاب العالميين كما قرأنا لنجيب محفوظ واحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الرزاق المطلبي وعبد الرحمن مجيد وغائب طعمة فرمان وهادي العلوي ومالك المطلبي وغيرهم ممن لاتحضرني أسماؤهم بسبب ذوبان جليد الذاكرة مع تقادم العمر ، كما قرأنا من الشعر للمتنبي والمعري والبحتري وابو تمام وجرير والفرزدق والمعلقات السبع ، كما قرأنا الشعر للسياب ونازك والبياتي وبلند الحيدري والجواهري وسعدي يوسف وأدونيس ويوسف ديب والكثير الكثير حتى كنا نقرأ كل ورقة تقع تحت أيدينا ( من لفات حب عباد الشمس ولفات السندويج والفلافل ) ، كتبنا في الصحف والمجلات العراقية والعربية في سبعينيات القرن الماضي مثل آفاق عربية والأقلام والطليعة الأدبية ومجلة الثقافة وغيرها من اليوميات والدوريات العراقية والعربية ، بدأنا المطالعة في مجلتي والمزمار ثم تدرجنا الى أن وصلنا الى آفاق عربية التي كانت حكرا على الكتاب الكبار ، قرأنا الفلاسفة الكبار افلاطون ، سقراط ، فولتير ، مونتسكيو ، برتراند رسل كما قرأنا منذ سبعينيات القرن الماضي الفكر الوجودي جان بول سارتر ، ألبير كامو كولن ولسن وصولا الى الكاتب الوجودي العربي سلامة موسى ، ومن رواد العقد الاجتماعي توماس هوبز ، جون لوك ، جان جاك روسو ...
تعاهدنا على التواصل مع جيل الشباب ليأخذ زمام القيادة بعد ان كلت عيوننا عن القراءة والكتابة حتى صرنا نعلق بصورة gift على كتابات الشباب لأن القراءة والكتابة باتت تتعبنا لكننا مصرون على النهوض بجيل الشباب ليصنع عالم أجمل في الثقافة والأدب ومن الله التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق