يعاني الشعر اليوم من أزمة على مستوى القراءة والكتابة، ومثلما مر الشعر في الفترة المظلمة بانتكاسات حولتّه إلى ألغاز وأحاجي ومشجرات، نرى اليوم الشعر هبط إلى مستويات متدنية بسبب كثرة الأدعياء الذين استسهلوا كتابة الخواطر تحت مسميات الشعر النثري والومضة الشعرية وهم لا يفقهون منهما حرفا.. اضافة إلى سهولة النشر على صفحات مواقع الانترنيت وعدم وجود جهة رقابية تملك الرفض والقبول مما حدا بالكثير أن يدَّعوا الشعر وهو منهم براء..
نعم هناك اصوات شعرية ناضجة بين هذا الكم الهائل من الاصوات النشاز وبالتالي لا يصح إلا الصحيح
الشِعر السياسي...
الشعر السياسي يأتي بالمرحلة الثانية بعد شعر الحب(الشعر العاطفي) وهو يعكس مقاومة المجتمع للسلطة الغاشمة. وكلما ازداد ضغط الحاكم ومصادرة حريات الناس، ظهر الشعر السياسي ناقدا لاذعا لشخصية النظام والحاكم..وكذلك يكون حاضرا إذا كانت الشعوب خاضعةً لقوى الاستعمار الاجنبي..ويضعف ويتلاشى عندما يُمنح المجتمع مساحة من الحرية وتتحول الانظمة من شمولية طاغية الى ديمقراطية منفتحة على الآخر. والعراق خير مثال على حضور الشعر السياسي فقد اعطى نموذجا له بصمته في الشعر السياسي العربي المعاصر منذ الاحتلال البريطاني الى نهاية حقبة نظام حزب البعث وصدام حسين..الذي اشتهرت فيه القصيدة السياسية على يد مظفر النواب واحمد مطر، ولنا في قصائد الشاعر العظيم نزار قباني امثلة كثيرة على الشعر السياسي ومنها قصيدة هوامش على دفتر النكسة وغيرها.
الشكل القديم ...الشِعر العمودي...
...الشكل القديم زمنه يمتد إلى أكثر من ألف سنة، وخلال هذه الألف مرت الحياة بتطورات عديدة وبقي الشعر يتماهى ويتماشى مع ظروف الناس والتعبير عن خلجاتهم وحياتهم. ووجود شعراء الشكل القديم على مدى هذه العصور دليل على ان الشعر هو الشعر بكل أشكاله قادر على مواجهة التغييرات ويبقى ثابتا إلى جانب الأشكال الأخرى، فالشعر القديم صالح لكل زمان ومكان طالما هناك شعراء كبار يستطيعون ترويضه وتوظيفه في حياتهم، والشاعر الكبير الجواهري خير شاهد ودليل على حيوية الشعر الكلاسيكي وقدرته على مواكبة التغييرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق