بقلمي :
ناجي الجويني الشاعر
*** جدلية الشعراء ****
قتلوك... ألف مرّة و شربوا منك سنين..
كن حيا ولا تنضُبْ..
كن أنت مثلما حلمت حين تمعّنت فيك الكلمات..
قتلوك .. وها هم يقتلونك ألفا بعد ألف
لكنك موغل في المعنى
تردّد المستحيل في خطاك..
كن أنت.. مُعتّم بأبجديتك و تعلّمْ
خطى اليمام و تضحيات فلسطين
تعلم كيف تكون بلا وداع ولا تتداعى
كما العرب حين انقضت عروبتهم
تعلّم الخيانة كي لا تخن وعدك
تعلّم كيف تبكي لتكون إنسان
لتحفظ عهدك ولا تُبْكي أخاك الإنسان
فمن يخالف الإنسانية أحطُّ من الحيوان
قتلوك... وها هم يقتلونك و الشاهد أعمىً
لا يرى..
شهيدٌ أنتَ .. فتمتّع بالأبديّة و اترك لهم
عذاب المصير..
شهيدٌ أنت فتهيّأ للفردوس النّقية..
لا مجال للحب هنا..
ليس لك مكان بين الطّاعنين في جرمهم
إن عدتَّ عاودوا قتلك دون أن يكترثوا
ولكنك حيٌّ لم تنضب يا شهيد
ستبكي عليك العيون أياما و شهورا و ربما
.. سنين..
و ربما سيعاودها بعد سنين بعض الحنين
و تُنْسى كأنك لم تكن..
كأنهم لم يقتلوك وما قلتَ قبل موتك..
الله أكبر... و ضحكوا..
تسافر في وحي لغتي كمِعْصَمِ الكلمات
و تؤكّد نبوؤةً قامت لأجلها جدلية الشعراء
ما أنصفك الحكم لكن قدرُك أجملُ من موتك
ذليلاَ.. فجعلك أنت الشهيد
كل البدايات قررتك مصيرها و أعلنت خُلدها
و قالت ... سلاما للروح الطاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق