فتحي مهذب
أصدقاء عميقون جدا
يطرق بابي بحوافره..
وعل يفكر باستمرار في ماهية الموت.. في مقتل مطر شاب على رصيف هامشي..
في مصير شجرة تركت رضيعها على حافة بئر..
وفرت من فيلة مسلحة بفؤوس..
وأسلحة كيميائية..
خاطبني الوعل بعذوبة
- عثرت على خاتمك السحري
في نهر دجلة..
دلتني بطة مهاجرة عليه..
-أذكر أن يمامة أهدتنيه في هجرة جماعية..
لكن سقط من اصبعي في غزوة
ضد مدرعات هولاكو..
علقت أوسمة على كتف الوعل..
منحته سجائر فاخرة..
خبزا ونبيذا..تذكرة سفر الى أقاصي الأبدية..
مخطوطا شعريا نادرا لفرعون
يتقمص روحي منذ ضياعي العبثي في هرم مليئ بالأنفاق والمغاور...
حيته مومياء خجولة جلبتها من متحف خلسة..
تتكلم العربية بطلاقة..
مهجوسة بعطور الموتى ..
كنت أقلم أظافرها في النوم..
وأغني لها بصوت توت عنخ أمون..
في الليل ..
لتنام دون كوابيس..
أمسد كتفيها بصلبان..
أوصي بلبلا سهران
لحراستها وكتابة تقرير سري
أثناء زيارة أقاربها في النوم..
أحيانا تصاحبني الى دار الأوبرا..
مثل راهبة جريئة..
أحيانا تتركني وحيدا بين شجرتين
تعزفان بمهارة وترشقان المارة النائمين بفواكه جافة..
ثم تعود الى قاع مخيلتي على( دراجة رملية)..
في انتظار أحد المومياءات الهاربة
من قلعة أو غابة مطرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق