فتحي مهذب
أجراس داخلية
لم أعد صديقا لنفسي التي هربت في غواصة الى اللامكان..
لن أهاتفها أو أتنزه مع شياطينها في حديقة رأسي..
سأبيع ألبومها العائلي الى نسر يخبئ نقوده الأثرية في معبد مهجور..
سأبيع لوحاتها المشبعة بضباب كثيف الى صانع توابيت..
لم أعد صديقا لنفسي التي اعتقلت طوفانا من جنود متناقضاتي في غارة..
أنا صديق للشجرة العميقة التي اختلست دراجتي وذهبت الى كنيسة لتقتل قسا يتآمر مع مرابين
وضباع أنيقة وسلاحف قذرة فرت من قاع السجن .
لم أعد صديقا لبيتي الذي يزوره ناس جميلون من مجرة هادئة..
يأكلون ذكرياتي مع قديسين..
ويقرأون قصائدي مثل متصوفة..
أحيانا يضيفون مقاطع غريبة..
يضحكون بهشاشة..
أحدهم يكسر نظاراتي ..
يرتمي على ظهري مثل بروليتاري
يقيم في مأزق أبدي .
لم أعد صديقا لكائنات مروعة
تفر من غابة مخيلتي
ترتكب جرائم قتل..
تقتل خفاشا شبقيا في مظاهرة..
تختلس مجوهرات مرضى..
تهدي تمثالا معارضا واقية صدر ومسدسا لسحق عظام الغراب .
وفي آخر الليل
مثل سباع ضارية
تعشش في مغارة رأسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق