(( الشِتاءُ لا يَقتُلُ الرَبيع ))
في الشِتاءِ الطَويلِ الطَويل ... يا حُلوَتي
تَمكُثينَ في بَيتِكِ تَنزَوينَ ...
ويَغمُرُ وحَكِ ذاكَ الحَنين
دَمعَةُُ تَلمَعُ في كِلا العَينَينِ ...
وَبَحَّةُُ في صَوتكِ ... نايُُ حَزين
تَرنيمَةُ أهزوجَةٍ مِن الزَمانِ القَديم
تَنَهُّدات ... مَلَلُُ يَلُفٌُكِ فَتُنشِدين
لَحنَ الهُطولُ ... تُجيبُكِ الأقدار
وتَهطُلُ من الغُيومِ تِلكُمُ الأمطار
بَردُُ وَريح ... وَيَعصِفُ الإعصار
يا لَهُ من قادِمٍ غَدٌَار
يَنشُرُ الزَمهَريرَ في الدِيار
وأنتِ يا حَبيبَتي في الصَقيعِ تَجمَدين
ولا تَزالي تُنشِدين ... لَحنَكِ ذاكَ الحَزين
لِلزَمهَريرِ تَعزغين ... وَحيدَةً تَشتَكين
وفي بَيتيَ حَطَبُُ ومَوقِدُ تُضرَمُ فيهِ نار
وأنتِ يا حَبيبَتي لَمٌَا تَزالي تَحلَمين
أن يَجيءَ ذلِكَ المَدعو رَبيع
في عِطرِهِ البَديع ... أن يَنتَهي ذاكَ الصَقيع
يُفَجِّرُ عُيونهُ ... وتُغدِقُ الجَداوِلُ في السُهولِ
وَتُزهِرُ الرُبوعُ نَرجِساً وياسَمين
ولا تَزالي بِمَوسِمِ الزُهورِ تَحلُمين
في قَلبِهِ ذاكَ الشِتاء تَحلَمين !!!
لاتَعشَقين ... كُلٌَ الفُصول ... لا سيٌَما فَصلَ الهُطول
هَل شاقَكِ صيفنا والرَبيع ... لا تَزالينَ في مَوسِمٍ لِلهُطول
في مَوسِمِ البُروقِ والرُعودِِ والسُيول
لا تَرغَبين ... لِلشِتاءِ أن يَطول
أن تََستَمِرٌَ في العَطاءِ السَماء
وأنتِ في بَيتِكِ تَشتَكين ... ويَحِلٌُ المَساء
وحِلمُكِ قَد يَطول
وتَغرَقُ دِيارَنا بالسيول
بالصَقيع والجَليد ... أهزوجَةُُ وَنَشيد
في مَعبَدِ عِشتار
ويَستَمِر ... في المَوقِدِ إشتِعالُ النار
ولا تَزالي تَحلمينَ بالنَهار ... يَغمُرُ الدِيار
وَتَحلَمينَ بالرَبيع ... بِشَهرِهِ آذار
هَل تُدرِكينَ ... يا غادَتي أنٌَ الشِتاء ... لا يَقتُلُ الخَضار
ولَم يَزَل في مَوقِدي بَعضُ نار
بقلمي
المحامي عبد الكَريم الصوفي
اللاذقية ..... سوورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق