عادل قاسم
خَلْفَ ظِلالِ غَيمةٍ هَربتُ منْ جيبِ بُرْدتي، رَكضتُ مُتفادياً الرِعاعَ الذينَ أَشهروا
سكاكينَهم في وَجهي .ولأنني
أعرفُ بعضَاً مِنهُم ، هُم أبناءُ مَدينتي وأصدقاءُ طفولتي ،لكنَّ سِحناتِهم تَغيرَّتْ. غادروا وجوهَهَم التي أَلفْتُها، إرتدوا وجوهَ كائناتٍ خَرافيةٍ. بأشداقٍ تَزفرُ الشَررَ والجحيمَ ،وتمجُّ الدِماءَ. كنتُ أُغَذُّ الجَريَ بقوتي المُتهالكةِ التي تَرمَّلتْ على مشارفِ الستين. غَيرَ أنَّ وقعَ جَريِهم يتعاظمُ.
كانَ الفضاءُ اَشْعَثَ مُغبِراً.
انقََشعتْ الغُيومُ، وَتشظَّتْ الشَمسُ كأيِّ غانيةٍ في مِرآةِ العَدمِ، وأنا لمْ أزلْ أجري لاهثاً
خَلفَ التلالِ الناحبةِ في حَقْلِ الصبَّارِ الذي عَلِقتْ أشواكُهُ في ثيابي الباليةِ وأدمى قَدميَّ الحافيتينِ، حتى ساعةَ انتهاءِ آخرِ حَرفٍ من هذهِ السرديَّةِ التي ترافقُني في هُروبي
ِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق