النص:
مشيتُ الهُوينى
أصافحُ أبوابَ مَائِي
تجمّعَ فِيَّ
ضِيَاءُ السَّمَاءِ
وَ مَوجُ المَكانِ
رَحلتُ لأبحَثَ عنّي
فطَارَ سُؤالِي
ومَالَ الكلاَمُ
ومِلتُ
فتحتُ نوافِذ صمْتِي
فهَاجتْ برَاكينُ ضَوْئِي
وهبّت عَلَى جسَدي
رَعْشةُ الدّفءِ
حَاضِنةً فَرحَ المَاءِ
ترسُم شكْل خيَامِي
تُزيحُ ريَاحي
وَ ترعىَ ظلالغربية
قصيدة جامحة
استهلها الشاعر بفعل ماض مشيت
تليها مباشرة الهوينى وهو وصف لحالة المشي الدال على الاستقرار و ارتخاء جسد الشاعر وقتها..
لكن يوجد شيء ملفت لانتباهي
كأن الشاعر يتحسر على تلك اللحظات التي مرت و صارت ماض و سبب ذلك استرجاع ذكرى ذلك الهدوء...
أصافح أبواب مائي...
فعل أصافح مضارع دال على الحركية و التصافح لمن نحب رؤيتهم و نسعد للقائهم
أبواب مائي... هنا يذكرني الشاعر بالشاعر " محمود درويش ' بقوله .. من لا بر له لا بحر له..
يأكد لي الشاعر بشوقه و حنينه لمرحلة الإستقرار التي مر بها آنفا..
كذلك صيغة الجمع في كلمة أبواب وهي إشارة دالة لتمرده على الحدود المرسومة بين الأوطان العربية بالتحديد و حنينه الى ماض عاشته الأمة الإسلامية كأسياد
.. تجمع فيّ ضياء السماء
و ضوء المكان..
هنا تتجلى إشارة الشاعر في قصيده بكلمة نور الدالة على التجلي و الفرح
.. رحلت لأبحث عني
فطار سؤالي..
هنا التغيير في النسق حيث نلاحظ الفقد المفاجئ ..
رحلت لأبحث عني.. نلاحظ هنا معايشة الفراغ و محاولة الخروج منه كذلك ضياع الأنا فجأة
فطار سؤالي
.. بدأ في الإشارة إلى الخلو و الفراغ الفكري ليس للشاعر فقط بل للأمة العربية ككل و الذي يبين في قوله..
و مال الكلام..
و ملت..
نجد الإشارة الى الخضوع و التأكيد عليه بتكرار كلمة مال و ملت .. دليلا على التواري و الرجوع
فتحت نوافذ صمتي
فهاجت براكين ضوئي
عاد الشاعر يتكلم بلسانه الخاص كثائر على الواقع البائس
و هبّت على جسدي
رعشة الدفء
إلى آخر القصيدة
نلاحظ هنا معايشته لأحلامه و أمنياته بالإزدهار و التطور و النمو المعرفي و الخروج من قوقعة الإنحطاط الفكري الذي تعيشه البلدان في خضم التطور الهائل الذي تشهده البلدان الغربية
أتمنى له مزيدا من الشعر
وهو بذلك جدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق