للشاعر المصري "القيس هشام"
النص :
(( عير الحروف
ببيداءِ الشتات ادّلجت
راوياتُها زق صنامها
مثقل بدمعاتِ الشجن
ظعائنها خالية تتلفت
على ثنية الوداع
وزفرة الأسى حمم
توقد حطيبات الألم
ترنو لخورنق السطر
وسنمار النبض مسجى
صدى ارتطامه يصك
ضمير الدُنا ...
تبكي أطلال الهِمم
وقتيل الحي سفيح
دون كفن
دون عزاء
الجلابيب السوداء
قَدت حدادها
مسحت زخات الفجيعة
تزينَّ في عرس الطاغوت
تُشارِكن في عهر اللحظة
ترقصن رقصة سالومي
الأخيرة ...،
وجفنة الفضة .....
تحتضنّ لؤلؤة ناتئة
من لجة حبر قانية
ساكن التابوت ...
مشظى عنقوده
ينتظر جمان أيزيس
يجمع حباته ....
... والعير تيمم شطرها
داربة بين ستائر الظلام
تلاحقها لعنات الأجداد
والقردة تعتلي المناكب
والدرب عَمُوس تيه
يبتلع الحلم يدثره
بفيء رعن الذل
نفوسنا الخاوية
تجتر الذكريات
في انتظار إيرادها
بين غدائر عشتار
وصدى نفير الحجر
ولكن ......
أينطق الحجر
في حضرة
قومٍ سفهاء ........ ؟!! ))
القراءة :
التوترية الشديدة في ظاهر لغة النص ، هي الخصيصة السيميائية الطاغية على بنيتها الفنية ، ومردها الى مستويين من التصارع التعارضي بين سياقات اشاراتها الدلالية :
المستوى الاول ـ التعارض ( السياقي / السياقي ) :
بين اشاراتها ذات السياق الدلالي المعجمي {عِير، ادلج ، زق ، صنام ، ظعائن ، ثنية الوداع / دلالة مولدة من تضايف اشارتين ، حطيبات ، سفيح ، قُدَّت ، جفنة ، تيمم ، شطر، داربة ،عموس ، رعن } .
وبين تلك ذات السياق الدلالي المقامي / الخارجي { الخورنق ، سنمار ، سالومي ، ساكن التابوت / ، ايزيبس ، عشتار }
المستوى الثاني ـ التعارض ( التعبيري / التعبيري ) :
بين ( لغة الشعر ماقبل الحداثوي ) ، بتعبيرية الاشارات اعلاه بسياقيها الدلاليين ، الداخلي المعجمي والخارجي المقامي .
وبين ( لغة الشعر مابعد الحداثوي ) ، بتعبيرية الاشارات المزاحة دلالياً وتركيبياً ومنها :
{عير الحروف ، بيداء الشتات ، خورنق السطر ، سنمار النبض ، اطلال الهمم ، قدت حدادها / بتعارضها مع ( سوداوية الجلابيب ) ، ( تزينَّ في عرس ) و ( ترقصنّ ) ، لؤلؤة ناتئة من لجة حبر، الدرب عَمُوس تيه ، نفوسنا الخاوية / بتعارضها مع ( إيرادها بين غدائر عشتار ) .
هذا التوتر التصارعي يوازي دلالةً حالة التصدع الوجودي في الذات العربية في وقتنا الراهن ، بفعل مايشتجر في اعماقها ( الواعية / اللاواعية ) من توتر يتوزعها بين عدة مستويات للتعارض ( النفس ـ قكري ) منها ماهو :
ـ بين التراث ومرادفاته ( الاصالة ، ثبوتية ماقبلية..الخ) / المعاصرة ومرادفاتها ( الحداثة ومابعدها ، التجديد .. الخ )
ـ تأجيل الذات (ارتقاب المخلص : نفوسنا الخاوية تجتر ..، ينتظر جمان أيزيس ، انتظار ايرادها ) / تحقيق الذات ( البحث عن خلاص : مسكوت عنه )
ـ الانهزامية ومرادفاتها ( مهادنة الاخر الشمولي وارضائه : مسحت زخات الفجيعة ، تزينَّ في عرس الطاغوت ، تُشارِكن في عهر اللحظة ، ترقصن رقصة سالومي ) / الثورية ومرادفاتها ( مسكوت عنها )
والنص يضمر نصاً ضديداً يمكن التعرف على معانيه من استحضار ما يسكت عنه
فهو نص يستصرخ همة العرب ويستفزهم على نض كفن الاستسلام لواقعهم المستلب الانسانية والكف عن انتظار المعجزات والتصدي لمن يصادر قيمتهم الوجودية وما هو سوى قردة ( تعتلي المناكب ) ، ويختم النص بصفعة على وجوه الخانعين :
( ولكن ......
أينطق الحجر
في حضرة
قومٍ سفهاء ........ ؟!! )
لعلهم ينطقون بلغة الثورة .
ـ باسم العراقي ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق