سعدي عبد الكريم
الليلُ موحش كقبر
وعائلةُ عامل البناء
أربع بنات؛ وصبي
محشورة في غرفة واحدة
البرد القارص..
يتسلَّل إليهم من بين صفيح السقف
ومن بين الجدران القديمة المتآكلة
يغبشُ عامل البناء
مع الخيط الأبيض للفجر
يصافح أكفّ الرصيف
تحتفي به زقزقة العصافير
وضوء الشمس.. والغيم.. والضّيم
وفي المساء يعود بكيس نايلون أسود
يتكالب عليه الجميع كالنحل
ثم؛ ينامون على بلاط الغرفة
البرد ينهش أجسادهم الرطبة
وعيونهم المُتطلَّعة لغدٍ
ليس فيه فقر.. وبرد
يتكرَّر المشهد في الغرفة
أفراد العائلة مُنكمشون
عظامٌ تصطكُّ بالعظام
اجساد خاوية من الجوع
وبصيصُ فانوسٍ بعيد يحتضر
يعلن اقتراب موعد الاملاق
لعائلة عامل البناء
القاطنة في العراق !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق