{ رأي موضوعي : الشاعرالحقيقي و الآخر الشمولي } ...
بدءاً سأتطرق ، على عجالة ، لماهية الشعور وتلازمه المعنوي مع الذات الشاعرية .
يمكن ايجاز مفهوم الشعور الذي اتفقت عليه المصادر المعرفية ذات الصلة، بأنه :
رد فعل ( حس ـ فكري ) يصدرعمن تثيره احداث / مثيرات ، داخلية ذاتية ، و خارجية موضوعية ، ويكون رد فعله وفق آلية ( استجابة / لااستجابة ) ، تحدده
بنية شخصيته ( السايكو ـ عقلية ) ، وهي آلية مشتركة لدى سائر البشر ، الا انها تكون اكثر (انفعالية / فاعلية) ، في الذات المرهفة الحس ، ومنها ذات الشاعر ، الذي
( يترجم ) ردود افعاله عن تلك المثيرات ، في ( خطاب شعري ). والمثيرات
الموضوعية الخارجية ، ( سأستثني تلك الطبيعية / زلازل ، اوبئة .... ألخ ) ، هي
مثيرات آخروية بكل مايعنيه ( الآخر ) من دلالات مكزمانية سلطوية مؤسساتية ( السياسية، الدينية ، الجمعية / الأعراف ،التقاليد والماقبلية الإرثية ، وماشابه) ، وكثرما تتحالف هذه السلطات ، مع بعضها البعض لتهيمن على الوعي والسلوك الفردي
وتقهره خدمة لديمومة سلطتها، تحت مفاهيم شتى اكثرها شيوعاً في مجتمعنا ( القدسية ، الشرعية / الانتخابية ، الوراثية ) لضمان خضوع الفرد لإرادتها ،عدم تمرده على ( ضوابطها ومحرماتها ) المقننة ، ليكما يكون الخروج عنها مقروناً بالعقوبات والأذى والتغييب سجناً او نفياً ..الخ، وتتنوع اشكال هذه السلطات ، فمنها الشمولية التسلطية الفردية ( حكم الفرد )، العائلية او الحزبية ( حكم الحزب الواحد ) ، والشمولية مهما حاولت تجميل وجه تفردها بالسلطة ، تبقى قاهرةً لنوازع الفرد
التحررية ، ولاسيما الفنان ، واخص الشاعر بمقالي هذا ، كون ان الذات الشاعرية متمردة بطبعها على كل قيد يحول دون تحليقها في فضاءات الحرية اللامتناهية الافاق ..فهي ذات متسامية ، مترفعة عن دونيات الخضوع والتبعية لغيرها ،
والشاعر قبل قيامه بفعل ترجمته ردود افعاله عما يثيره خارجياً ، يكون قد اتخذ قراراً بهذا الشأن ( اي انه قرر كتابة خطابه الشعري قبل الشروع بفعل الكتابة ) وهو هنا اتخذ ذلك القرار إما مختاراً ( بمحض ارادته ) ، او اضطراراً ( انصياعاً لإرادة الآخر) ،
و قراره في الحالتين يعني :
انه اتخذ موقفأً ( مستجيباً / قابلاً) ، او( لامستجيباً / رافضاً ) من تلك المثيرات السلطوية وآثارها في الواقع الموضوعي ( المجتمع )، ويترتب على كل موقف ، علاقة ( ايجابية / سلبية ) بين المُثار والمثير وكما في الجدول التالي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقف الشاعر (المُثار ) // رد فعل الآخر ( المثير ) // العلاقة بينهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ//ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ//ـــــــــــــــــــــــ
1ـ استجابة للقهر .......// رضا ( ايجابي) ........// تلاق وتلاؤم / سلام
...استجابة للمقهور.......// غضب ( سلبي) ........// تقاطع وتعارض / صِدام
2ـ لااستجابة للمقهور.....// ايجابي ..................//.. سلام
لااستجابة للقاهر.......... // سلبي ......................//. صِدام
الموجز الدلالي :
الشاعر الذي يتخذ موقفاً ايجابياً من ( الاخر ) المتحكم بظرفه المكزماني الموضوعي
( اي انه يقرر القبول به و التلاؤم معه ) ، يكون في حالة سلام معه ,
اما الشاعر ذو الموقف السلبي منه ، الرافض والمتعارض معه فسيكون مصطدما به.
فما مقياس ( القبول / الرفض ) هنا ، وعلى اية اسس ( فكر ـ حسية ) تستند مواقف
الشعراء تلك ؟
لما كانت ذات الشاعر الحقيقي ( متسامية ، مترفعة عن دونيات الخضوع والتبعية لغيرها ) ، كما اسلفت ، فيكون الانتصار لقيم ( الجمال ، الحق ، الصدق، ومرادفاتها ) هو مقياس ( القبول / الرفض ) ، في مواقفه ، وان اردنا ايجاد القيمة المتلازمة معنوياً مع القيم الآنفة الذكر ، نجد انها ( الانتصار للانسان )، اذاً :
الشاعر الحقيقي = الانسان الحقيقي
الانسان الحقيقي = حر الوعي ، صادق المشاعر، لذا فهو حر متقاطع في موقفه من الاخر الشمولي القاهر اياه ولغيره ( الشمولية قاهرة جائرة كونها مستبدة قامعة لمن يعارضها ولايوافقها ايديولوجيتها )، فتوقع عليه عقوباتها .
لذا الشاعر الحقيقي = موقف حر متقاطع مع الآخر القاهر لمعارضيه
ــ باسم عبد الكريم العراقي ـ
البصرة / تموز 2018
{ رأي موضوعي :الشاعر الحقيقي والآخر الشمولي} ...// بقلم الأستاذ الشاعر باسم عبدالكريم العراقي
نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم
النصوص الأكثر قراءة اليوم
-
كم يخذلني صمتك .. حتى الحديث كان بلا نكهة ضاعت حروفه وسط زحام المفردات شفاه تلعق الجنون بلسان صكه الخرس ظلت قوافي الشعر باكية هناك على صفحات...
-
الوطن ***** الوطنُ زقزقةُ عصفورٍ يحومُ حولَ عشِّهِ. المبنيّ على غصنِ شجرةِ كينا . على طرفِ طريقٍ معبَّدٍ بالطمأنينة. الوطنُ خريرُ جدوَلٍ . ...
-
وكذا .. عادة ما أجمع خطواتي بكيس نفايات وارشها قرب عتبة الدار ، هذه عادة المتلصصيين على القدر.. قبل أن احصي ربع قرن من الكدمات وجدتها كت...
-
بقلمي ناجي الجويني الشاعر ** أأنا و شبحي و الزمن ## منهوكة قواي أمشي.. لستُ المستعد للهزيمة التالية ثلاثتنا لم نتفق على الإختيار.. أ...
-
أواخر الليل .................. ضممت أواخر الليل في وجل والقلب بين الضلوع ينبض بعجل تصبوااليك روحي الى الغزل نبض قلبي لقلبك خشع من هناك زفرا...
-
الواهمون و الحالمون بالتغيير الجذري البشير عبيد / تونس هؤلاء ليس لهم من سبيل سوى الحلم بالخراب الأبدي للافراد و الجماعات و تنفيذ مخططهم الجه...
-
♥♥((مازحتني ))♥♥ مازاحتني وقالت ..هيا صفني فقلت لها ليتك تعفي عني فقالت لم اراك تلمس عذرا فهل يرضيك تخيب ظني فقلت كيف اص...
-
( كنت معهم في السجن... جعفر الخليلي ) بقلم/ عمار محمد اغضيب بدايتي مع المطالعة بعيدة جدا، فقد بدأتُ اقرأ الكتبَ وانا في سن العاشرة، بتشجيع م...
-
العملُ أثْمَنُ كنْزٍ لِمَنْ أرادَ الصّلاح في الحياة.ومن المُستحيل أنْ نُحقّق ما نصبو إليه بغير عمل جاد .والمُجتمعات العربية من ألفها إلى يائ...
-
رنينُ الإحتفاء جلست فيروزية الصوت خلف مقاعد العيد، تراءى ضجيج ُ الراكضين قُرْبَ أثيرِ مآذنِ الشروعِ بالمسرّة، نادت الأراجيحُ صِبية المواقيت...
مجلة نوافير /قــسم الأرشيف
-
◄
2023
(607)
- نوفمبر 2023 (2)
- أكتوبر 2023 (26)
- سبتمبر 2023 (53)
- أغسطس 2023 (114)
- يوليو 2023 (107)
- يونيو 2023 (73)
- مايو 2023 (62)
- أبريل 2023 (36)
- مارس 2023 (56)
- فبراير 2023 (54)
- يناير 2023 (24)
-
◄
2022
(216)
- ديسمبر 2022 (25)
- نوفمبر 2022 (14)
- أكتوبر 2022 (18)
- سبتمبر 2022 (50)
- أغسطس 2022 (13)
- يوليو 2022 (13)
- يونيو 2022 (14)
- مايو 2022 (19)
- أبريل 2022 (7)
- مارس 2022 (2)
- فبراير 2022 (27)
- يناير 2022 (14)
-
◄
2021
(712)
- ديسمبر 2021 (28)
- نوفمبر 2021 (17)
- أكتوبر 2021 (14)
- سبتمبر 2021 (11)
- أغسطس 2021 (21)
- يوليو 2021 (71)
- يونيو 2021 (56)
- مايو 2021 (59)
- أبريل 2021 (104)
- مارس 2021 (69)
- فبراير 2021 (108)
- يناير 2021 (154)
-
◄
2020
(190)
- ديسمبر 2020 (108)
- نوفمبر 2020 (61)
- أكتوبر 2020 (21)
-
◄
2019
(31)
- يناير 2019 (31)
-
▼
2018
(1010)
- ديسمبر 2018 (64)
- نوفمبر 2018 (109)
- أكتوبر 2018 (125)
- سبتمبر 2018 (68)
- أغسطس 2018 (21)
- يوليو 2018 (73)
- يونيو 2018 (68)
- مايو 2018 (98)
- أبريل 2018 (146)
- مارس 2018 (124)
- فبراير 2018 (108)
- يناير 2018 (6)
-
◄
2017
(785)
- ديسمبر 2017 (97)
- نوفمبر 2017 (5)
- أكتوبر 2017 (93)
- سبتمبر 2017 (79)
- أغسطس 2017 (173)
- يوليو 2017 (142)
- يونيو 2017 (140)
- مايو 2017 (56)
اخر المشاركات على موقعنا
بحث هذه المدونة الإلكترونية

مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم
أحدث التعليقات
Translate
من نحن
نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018
تنوية
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق