ازرع وردات بيضاء لجدار قديم
.
.
جواد الشلال
.
لم يحدثني كثيرا الجدار ، لم ينشغل بالوطن والولاة ،
كان يراقب نخلة تشكو من ماء مالح تطلب مجاراته في تنظيم عزف الريح ،
الموسيقي يخنق الهواء ، ويشهق بوجه الوطن وعشاق لم يجدوا ظلا قرب جدار المدرسة ،
المدرسة التي يحرسها صبية التوك توك بتسريحات متنوعة
كلّما اكتب الدار للبيع باللون الأسود ، يزعل الجدار ، قالت شجرة قريبة منه ، إنّك تبيع وطنا كبيرا أيُّها الخاسر ،
أقدم لك خريطة كلام عذب ، تترددين واقفة خلف الجدار ، نتوهم أنّه يحرسنا من العيون وأصحاب المعالي وكتب التاريخ التي يتدوالها الجياع بغفلة عن طعام الحي المنشور في بساتين الروح
أسمع لهاثك كثيرا ، تركض كثيرا ،
كيف تتحمل كلَّ هذا أيّها الجدار العتيق ،
كيف تبني نفسك
تعود من جديد تزهو وكأنّك صبي يرضع أبناءه
تكتب على قلبك ممنوع الضغائن
لا حرب تشفي الغليل
لا موت يمسح انهار السواد
أيُّها الوافدون من خلف الرمال
اسمحوا للون الزهري أن يستيقظ صباحا
أجلب الحزن لحضنك بالتمام ، تبقى كما أنت تراقب وضعنا بهدوء
تحلم
تحلم دائما يا جدارنا البليغ
كيف ترمي حزنك بقوارير الطين المدفونة ،
على جبينك كتب
أحدهم
أيّها الصامت الموقر ، نحن أبناؤك المنشغلون بالهذيان .
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق