حين يكتب الشاعر العراقي المبدع المتجدِّد ( فائز الحداد ) نصوصه وقصائده وروائعه ومعلقاته الشعرية لا يُحرِّكُ المشاعر والأحاسيس والعواطف والأشياء فقط وإنّما يُحرِّكُ الوجدان والمُخيّلة والروح ،هذا هو الشعر الحقيقي والإبداع بعينه .
لكون قصيدة النثر أرقى أشكال الكتابة الشعرية وثورة حقيقية على كل ما سبقها من الأشكال الشعرية ومفاهيمها وفرضت نفسها وأصبحت واقعاً شعرياً مهيمناً شاسع الحضور والتداول في الساحة الشعرية العربية والعالمية ( من بودلير وحتى يومنا هذا ) حسب أُطروحة الناقدة الفرنسية المبدعة ( سوزان برنار ) والتي تُرجمت إلى اللغة العربية وتأثر بها عدد من الشعراء العراقيين والعرب أمثال: ( أُنسي الحاج،جبرا ابراهيم جبرا ،أدونيس،شوقي أبي شقرا ،سركون بولص ،مظفر النواب ،سليم بركات،عبد القادر الجنابي ،صلاح فائق، يوسف الخال ،عباس بيضون ،.....الخ ،تركت بصمة مهمة في المشهد الثقافي العالمي والعربي في آنٍ واحد.
ما أُريد أن أقوله وأُضيفه بحق عن الشاعر المتجدِّد فائز الحداد ( عرّاب قصيدة النثر ) بأنّه يمتلك خصوصية شعرية تختلف كثيراً عن مجايليه من الشعراء لأنه بحق رقم صعب وكبير في الشعرية العربية والعالمية ،يفتح أبواب لغته الأنيقة على مصراعيها ويتعامل معها بحرية ومجانية ،إنه بحق قامة شعرية عربية سامقة يتربَّعُ على عرش الحداثة دون مُنازع ،يحمل صليب الشعر على جلجلة الحداثة،يدخل بصمت صومعات وأديرة الرهبان ،رنين أجراس حروفه وكلماته تشبه رنين أجراس الكنائس والكاتدرائيات، ما يُدهشني إجادته في سحر وجمال جمعه بين الصور الشعرية المُبتكرة ودلالاتها وانزياحاتها.
لا يُمكن للقارىء أو المتلقي أن يتوغل في عالم الحداد الشعري ويفهم قصائده بسهولة دون أن يكون مُتسلِّحاً بخزين معرفي وفلسفي ثر ،لأنه يكتب بلغة خاصة لذاته ويخاطب الآخرين بلغتهم ،يتحدث عن الوطن وعذاباته وهمومه ،كما يتناول أوجاع الكون من خلال ذاته الواعية المتعمقة في اللامرئي ،يقف في وجه الظلم ويقاوم بشدّة ضد السراق واللصوص والقتلة والفاسدين والطغاة.
( وعدالله ايليا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق