مكسور ٌ سيفُ الفارسِ في وطني
جمحت في أولِ حربٍ هذي الخيل
حربنا ملويةُ الرماح
سوحُ نزالنا غارت بعيداً
سكنتنا فواصلُ الحيرْة
ملأت أذهاننا موانعُ الصوتِ ومخاذلُ الرجولة
حاول الفارسُ أنْ يتكلّم
لم يجدْ لساناً
سادت فوضى الكلام
عمّتْ ضيعاتُ المعاني
تحدّثَ السيفُ المثلوم
تلعثم السهمُ المدفون
خرجت الحروفُ بلا نهايات
الجمعُ المنتظرُ لايسمعُ ولايعي
رحلت الأحلامُ خلفَ الفواجع
سُرادقُ القومِ مُمّزّقة
الولائمُ تيبّست بأوانيها
تحدّثَ أثرٌ قديمٌ على وجهِ شيخٍ في الجمع
سلّمَ مقتربات ذكرياته:
عزمٌ مذبوحٌ مأسورٌ بضعفٍ أحمق وذهنٌ كسيحٌ يدورُ حول وهمِ الوجود ومنها عقلْ مرتجٌّ يرقصُ في غباءٍ عند مقدمِ أيِّ ريح. لم يعُدْ يملكُ شيئاً من دواخله ومنها احتدامٌ قديمٌ لمشاعرٍ تاهت ومنها وصفاتٌ لمواقعِ أنوار الوطن القديم.
تحدّث سهمٌ باقٍ في جعبةِ فارسنا القديم
تحدثّ عن فضاءاتٍ مفتوحةٍ عاشها في سالفِ أيامِهِ وعن ميدانٍ فسيحٍ لهيجان.
تحدّثَ نفسٌ قديمٌ عن طولِ أناةٍ لعقلٍ كان يسيرُ نحو إمساكِ العصر سالفاً.
الخيلُ التي جمحت مسروقٌ صهيلُها ومقطوعٌ لجامُها ومسكورٌ سرجُها ولم تعُدْ تعرفُ ميداناً ابداً.
سرقها اللّصُ لتحملَ أثقاله.
تلك من حكاياتِ فارسنا المسكين.
ومّما سها عنه أنّهُ لم يعُد يعرفُ لغةً ولايملكُ إلا حروفاً مبهمة لاتجمعُ كلمات ٍ ولاحتى الإشارات ثمّ إنه فقد الحلمَ بمجدٍ يعود ولن يعود.
ساحةُ الوجود مكفهرّةٌ واللصوصُ سُدّان المعابد والقوادون وعاض ُ بيوت الطاعة والغانياتُ يتقدمنَ الصفوف.
الفارس ُ يبكي من غير صوتٍ وقد يسرقون دموعهُ.
تجهمت الدنيا وتضائلت الأقمار وتطايرت ملامحُ الشمس واندحرت الأنهار.
حسين جباررمحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق