لا بوصلةَ لخارطةِ المدينةِ
الثقبُ الأسودُ ابتلعَ الطريقَ
طعناتٌ كثيرةٌ في خاصرةِ الوقتِ
عقاربُ الساعةِ يطاردُ أحدُهما الآخرَ
الأوراقُ تشيخُ تحتَ الاقلامِ
الكلماتُ تأبى ارتشافَ المدادِ
أبطالُ القصةِ غادروا أدوارَهم
لم يعدْ أحدٌ يسمعُ لهم
الكاتبُ في دوامةِ اللغةِ و المعنى
يبحثُ عمَّن يستمعُ لأبطالِ القصةِ
الفقرُ و التشردُ والنزوحُ
ينكأون الجرحَ الغائرَ في القلبِ
يبحثُ عن أملٍ تركتهُ المأساةُ يعيشُ
يدورُ في المدينةِ المدمرةِ
يلملمُ الكلامَ المتناثرَ من هياكلِ البيوتِ
بقايا العيونِ في الجماجمِ ترصدُ الطريقَ
الأنقاضُ لا تسمحُ للجثثِ بالهروبِ
الكاتبُ يقرأُ الفاتحةَ على الزمانِ والمكانِ
ينقلُ عبرَ النصِ صراخُ الأطفالِ قبلَ الموتِ
ويكتبُ لأبطالهِ أدوارَ الراحلين
الموتُ في المدينةِ يطاردُ الحياةَ
تهربُ منهُ إلى عيونِ الأطفالِ
و دعاءِ الشيوخِ وثمارِ الأشجارِ
سَيملُّ الموتُ يومًا ويرحلُ
وتعودُ الحياةُ التي هربَتْ
سيجدُ الكاتبُ ألفَ حكايةٍ
تعيدُ الأملَ للإنسانِ والزمانِ والمكانِ.
محمد موفق العبيدي/العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق