قصة قصيرة علي حداد
الكلمة: العراقيون الباحثون عن السعادة والترف بين نهريهما ..ربما يعثران على امانيهم في السماء ..قريبا من درب التبانة !!!
الاهداء: الخائبون حصريا..
لا يصح ان نقول لهم
< يالخايبين إلكم الله >
-1-
في 7/7 من تموز الاغبر قررت ان أخوض غمار كتابة القصة .. وهذا الشهر كما راق لي أن أعتقد ,هو شهر الحر الشديد والهواء الذي يخرج من جهنم الحمراء , هو شهر الكوارث والثورات والنكبات,والحر والرطوبة,والعرق النازف من المسامات مثل نافورة ..ويمكنك ان ترى في هذا الشهر الناس وهم يتشاجرون في الشوارع والازقة وفي الباصات الحكومية والسيارات الاهلية وفي محطات الانتظار ..وفي القطارات ..والمطارات ..وفي طوابير الدوائر الرسمية وشبه الرسمية ,وفي المطاعم الراقية والشعبية ..وفي اماكن اللهو الرخيصة المنتشرة في شارع ابي نؤاس..في ذلك اليوم المشؤوم وكما اخبرتكم قررت ان اخوض تجربتي الثورية كحال الثورات والانقلابات التي تحدث في هذا الشهر كما يخبرنا بذلك تأريخ العراق ..وكان منتصف النهار ومروحة الهواء تدور برأسها يمينا ويسارا مثلي وانا أهمس لنفسي ,القصة معروفة والقصة القصيرة معروفة والجدا جدا ايضا معروفة والرواية كذلك فما بالك بالقصة المتوسطة ..اعتقد انها ستكون مثل أختراع .. وبالمصطلح الادبي نسميه إبتكار..وهذا بالتأكيد أمر منوط بالنقاد وهذا امر يسير جدا فحين أملأ بطونهم بالويسكي والعرق والمقبلات اللبنانية , أكون أول من أسس لهذا الفن الفريد من نوعه وبمزيد من الأعتناء بالعشاء وخاصة ب< الباجة والكراعين > ......
وقد انتحى احدهم بي جانبا وذهب يضع الكلمات في اذني كلمة , كلمة
- اسمع جيدا ايها العبقري سنفعل ماعلينا ,وافعل انت ومعارفك ماعليكم وهو بسيط
- ماذا ؟ .. امرك مطاع
وعاد يعض بأسنانه على الكلمات التي ينهال بها على اوتاري السمعية
- ساعدونا في الحياة ...فقط ,انت ومعارفك فقط
راح يفقط الاشياء وهو يطلب مني كأس من الكونياك فقط ثم وهو يستدير الى الاصدقاء وهو يجهر بصوته مثل مذيع التلفزيون وهويذيع البيان الأول للثورة
- أرجوكم أن ماطرحه الأستاذ الفاضل مهم جدا وخطير في الوقت ذاته لانه يمهد لنا الطريق في الذهاب الى حقيقة كبيرة ,الى ان الروايات الكبيرة والفخمة التي كتبها كبار كتاب الرواية ما أن نخرج منها الحشو الزائد حتى تصبح روايات متوسطة .ان العبقري المضياف فجر ديناميتا سيخرج وأخرج بعض من كتاب الرواية الطويلة من وهمهم...........................الذي هم فيه غارقون
-2-
وحين ركنت الى نفسي بعد تلك الليلة الصاخبة وجدتني وعلى حين غرة اعض على الكلمات ايضا وبنفس الطريقة ايضا , ورأيت ثمة من يقول أن ألإمثال الشعبية هي خير مرتع للقصص.. لذا بدأت في ألأمثال المصرية .. وقد يروح البعض الى الغمز بأنها محاولة للتملق الى دور النشر المصرية اقول وبصراحة , ووقاحة ..خيركم يتمنى ذلك لان العراق جاحد مع عباقرته ... دعونا من القال والقيل ولنذهب الى مثل مصري أخترته لمصيبتي وهو < هو دخول الحمام مش زي خروكو >
وكتبت القصةعلى ان البطل أكيد سيخرج من الحمام نظيفا وقد تخلص من اوساخه وأحزانه ومزاجه العكر لكني فوجئت ,وفي واحدة من افلام فريد شوقي وهو يهدد عصابة محمود المليجي ويقول متوعدا
- ايه ..انت فاكر ان دخول الحمام زي خروكو ؟؟
دوخني هذا المشهد ,مع انهم رفضوا نشرها ..لكني فكرت ربما يكون لكل مثل وجهين وجه للدولة وآخر للمواطن , مع اني قراءت ان الامثال العراقية هي من أذكى أمثال الشعوب ..لكنها متخومة بالسباب المتعلق بالإماكن الحساسة.. وهكذا تراني مصرا على اخذ مثل اخر على ان اكتبه قصة متوسطة ايضا وقد أعجبني مطلعه وقفلته < خرج من المولد بلا حمص > غصت فيه بشجاعة وأنفعال ..صورت فيها انه وفي عيد ميلاد الرسول محمد <ص>
لايغنون فيه < هبي بيرث دي تو يو > وانما دفوف وترنيمات بريئة..ولا يوزعون فيه الكيك والببسي كولا انما يوزعون الكرزات التي يطغى عليها الحمص وكانت جميع دول العالم تجلس في هذا المولد والمسؤول عن توزيع الحمص يوزع على الدول حصصهم وأردت أن اصور ظلم العراق ألتأريخى فحين وصل اليه الدور قال مسؤول التوزيع
- نحن نأسف انتهى الحمص !!!
-3-
واذا اتيح لك في واحدة من تلك التموزات الحارة والثورية وانت ترى شخصا أنيقا جدا.. جدا..وهو يتمرغ في شارع الكفاح القريب من ساحة النهضة تحت ضربات الرجال والنسوة الموظفات والمتبضعات ومن كل الملل والنحل.. كانوا يضربوه ضربة رجل واحد ليضيع دمه بين العمال والموظفين والمتبضعيين واحدهم كان يعض على الكلمات عضا مبرحا وكان مايزال يفقط الاشياء
- نعم أقتلوه ..هو فقط من أخرجنا من المولد بلاحمص......................
- انا فقط اردت ان اصور لكم ظلم العراق التأريخي..
وانا في مستشفى الكندي تذكرت ان الكثيرين من الذين كسروا أسناني الامامية هم من التهم الباجة.. والكراعين والآخرين ..من كنت قد اعنتهم على الانتخابات و
الحياة........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق