جلست على حافة السرير في غرفتها التي اعطتها لها أم أحمد حيث تعمل لديها كمساعدة في عمل المنزل. أم بطرس، تستخدم هذه الغرفة أحياناً، عندما لا تذهب الى منزلها وعندما تحتاجها أم احمد في البيت عندها، تذكرت كل أقاربها الذين هاجروا، زوجها الذي مات، ابنها الوحيد الذي استشهد في الحرب تاركا لها حفيد وحيد أصيب بالسعار من عضة كلب، كانت تربطها بأم أحمد علاقة قديمة حيث كانتا تعملان في نفس الدائرة الحكومية، هي فراشة وأم أحمد موظفة، أحبت هذه العائلة وبنفس الوقت العائلة أحبتها وتعاملها بشكل جيد، سيدة المنزل تعتبر نفسها تراعي الله وضميرها في أم بطرس، بنفس الوقت أحبت أم بطرس صغار أم أحمد و كانت تعاملهم كأحفاد لها والأطفال تعلقوا بها كثيراً لدرجة انهم يفتقدوها اذا غابت وأحياناً يهربون اليها من والديهم خصوصاً بأوقات الشجارات العادية ألتي تحدث في كل بيت ليختبؤا عندها ليجدوا عندها الملاذ والأمان، تسائلت :
_ هل تكون هذه عائلتي التي فقدتها، هل عوضني الله بأحفاد عن حفيدي الذي فقد عقله وأخذ يعوي مثل كلب، هل عوضني الله بأم أحمد عن ابني الذي استشهد وتركني وحيدة،
فرت دمعة من عينها، تلت صلاتها، طلبت من سيدنا المسيح الأمان لروحها الحزينة، طلبت من مريم العذراء السعادة لكل البشر، طرق سمعها حديث لم تتبينه جيداً بين أحد الأطفال وأمه يطلب منها شيئا وكانت أمه غاضبة فردت عليه :
_لماذا، هل أنا أم بطرس لتطلب مني ذلك أنا لم أنسى تصرفاتك الخاطئة بعد، أنا لست أم بطرس .
تلفتت أم بطرس في الغرفة التي ضاقت عليها، جمعت حاجاتها القليلة في كيس بلاستيكي، قالت لنفسها :
_ من غير المعقول أن أعتبرها عائلتي .
تلت صلاة أخرى، قبل أن تفتح باب المنزل و تخرج بلا عودة .
شهرزاد الربيعي/ العراق
من كتابي ( تانغو قصص قصيرة ) عام ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق