كان مقيداً عندما أُطلِقَتْ الرصاصة الأخيرة بأتجاه رأسه، فجأة أحس انه تحرر من غضبه وكأنه أصبح في منجى من أن يطاله شيء، في عالم يغمره سلام وضوء باهر نقي، ولم يعد يشعر بآلام التعذيب أو الخوف على من معه، وبلا قيود وقف أمام قاتله وبلا خوف أو غضب أراد أن يغيضه لأنه أصبح بعيداً من أن يطاله شيء، لكنه استغرب أبتسامة بشعة على شفاه الآخر، كلمه ولم يسمع، أراد أن يمسه ليثير انتباهه راحت حركة يداه عبثاً في الهواء الذي بدى اثقل من جسمه، نظر الى يديه التي أحس انه لا جدوى من امتلاكها، فرأى جسداً ممدداً قرب قدميه، انه جسده، جسد الشاب الذي بالكاد تجاوز الثلاثين، حينها تذكر جده، الذي رفض عودته بعد حصوله على الدكتوراه من خارج البلد، قال له :_ ان رؤية البقرات في هذه القرية تساوي عندي لندن ومن فيها، الآن فقط عرف ان المسافة بين ما نتمناه وما نستطيع أن نفعل، بين الواقع والطموح، بون شاسع، لكنه لم يعرف لماذا، اذ لم يكن هناك سبب يعرفه .
شهرزاد الربيعي / العراق
من كتابي ( تانغو قصص قصيرة ) ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق