((عندما يكونُ الجوابُ حلمًا))
1) الى أين … ؟
بلند الحيدري
ويحَكَ … لا تسألني
فرجلاي مثلكَ تستفهمان
أَغيبُ مع الليلِ في مأمَلي
وأَصحو ولا شيء غيرَ الزمان
يلفُّ الليالي على مِغزلي
خيوطًا رقاقا بلونِ الدُخان
غدًا سوفً تنشرُها أنمُلي
ستارًا يحجبُ ضَعفي المُهان
الى أَين … ؟
يا للصدى.. أسكتي
فليسَ وراءَ انفِلاتي مِكان
تقلصَت الأَرضُ في خطوتي
وضاعِت بعينين تَستجديان
وما زلتُ أمشي على جبهتي
وينسلُّ خلفَ خُطاي الهوان
كأَني على شفتَّي ميّتٌ
أَدبُّ وامتصُّ ما توحيان
وأَطوي حياتي على ضحكة
تمتَّع في خلقِها يائِسان
2) حلمٌ لسؤال
علي البدر
حَلمتُ يا "بُلَنْد الحَيدري" أَنني
بينَ صُخورِ قَبرِكَ أَكون
بَحثتُ عن إسمِكَ أو رسمِكَ
وَجَثوتُ على رَكَبتَيَّ وتَلمَّستُ...
ويا لِلعَجِب!!
دُموعٌ محفورةٌ، رَسَمَها القهرُ ونقشَها القدَر
ولمْ يَغسِلْها على مَرِّ السِّنين
فَرَحٌ أَو مَطَر
وجاءَ النِّداء،
صَوتٌ رَنَّ صَداهُ في الأَرجاء
أَيها الغريبُ.. إنتظِرْ القمَر
وعلى ضَوئهِ، تَسمعُ أَحَلى الأَشعار
يُغرِّدُ الطيرُ لَها وتُضحِكُ الأَقمار
وبزمانٍ ...
تحتَ الجِسرِ فيهٍ نِنام
نأكلُ يومًا، يومين والباقي صِيام
أُخوةً كُنّا
نَقتسِمُ الرَّغيفَ ونَحْمي الضَّعيفَ
وما بالُكُم..
يَقتلُ بعضُكم بعضًا ويأكلُ الأخُ ميتًا لحمَ أخيه،
ومِن أجْلِ الدولارِ
بشَراسَةٍ وحقدٍ في النارٍ يَرميه؟
وباتَ للغَريبِ
بعضُكم ذليلًا بلا إرادة
وضعيفًا يَسعى
لوطنٍ أَسيرٍ بِلا سِيادة
وشبابُكم وسطَ الطرقاتِ يستجْدون
وأَحزابُكم على وَهْمٍ يتقاتلون
وبَنو صهيونَ وأَبناءُ العمِّ سام
والبلادُ التي دولارُها حفنةُ وَرَق
يَشترونَ الذِّممَ ويَقتلونَ القلَم
وبِلا رحمةٍ يُقَطِّعونَ الأُمَم
وأَنتم عَبيدٌ لِنِمورٍ مِن وَرَق
شَراذِمٌ ليسَ لَدَيهِم صديقٌ
تَهزمُهُم الصرخةُ وأغنيةُ البُندقية
وتَذكَّروا... ولا بُدَّ أن تتذكروا
صرخةً فَجَّرت بُركانَ الغَضَب
لِيَهبَّ الغَيارى وسطَ الصَّخَب
ولابُدَّ من صرخةٍ تشعلُ النارَ في الحَطَب
تُوُحِّدُ القلوبَ وتثيرُ الهِمَمَ
مِن أَجلِ أُمٍّ وأَبٍ وشيخٍ يحمِلُ هاتِفًا عَصاهُ
سَتَجفُّ الدموعُ وينامُ الطفلُ رغدًا
بأُمّهِ أَو أَبيهِ مفَجوع
وللقادمِ لاُبَّد مِن انتِظار
سينجَلي الظلام ويَضحكُ لَنا النَّهار
وتُمْسَحُ دُموعٌ حَفَرَها الزَّمان وعانقت الحرمان،
وللحقّ...
لابُدَّ لهُ مِن قَرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق