ذلك البطل // بقلم الأستاذة // شهرزاد الربيعي

. . ليست هناك تعليقات:

ذلك البطل

وضع مقياس النبض الكهربائي على معصمه، لحظات قضاها في قلق يحاول جر انفاسه بصعوبة وبدأ بقراءة المقياس .
_ هلا توقفت قليلاً، لماذا انت في عجلة من أمرك .
_ هل أنت متأكد من طلبك هذا، فقد يكلفك كثيراً .
_ لم أقصد أن تتوقف نهائياً، أردتك أن تبطيء، 173هذا كثير، هل أنت في سباق للقبر .
_ خائف ؟.
_ تعلم جيداً اني في خصام مع هذه الكلمة .
_ وأعلم جيداً أن أصدقائك كانوا ينتقدوك بقولهم: فقط الحيوانات هي التي لا تعرف الخوف .
_ تعلم جيداً ان هؤلاء المخنثون الجبناء ليسوا بأصدقائي، كما انهم جهلة لدرجة أنهم لم يلاحظوا أن للحيوانات عيون على جانبي رؤسها لأنها تخاف، هلا توقفت قليلا ً .
_ راقب ما يخرج من فمك، ان أعدتَ هذه الجملة، سأتوقف نهائياً .
_ أصبحت مُستفز ماذا هناك؟ انت تعرف اني لا أريد أن أعادي أحد، فلن أكون عدوك الآن .
_ كنت عدوي دائماً .
_ هل حقاً كُنت كذلك؟ لا أنت تبالغ، كُنت أعتقد أننا صديقين، بل كنا في علاقة كُنتَ أنت المُسيطر فيها، كنتَ تسيرني كيف ما تشاء، ومتى تشاء، بل كُنتُ أُطيعك طاعة عمياء، اتبعْ قلبك، ألم يكن مثلي الأعلى .
_ ربما كنت أُملي عليك بعض رغباتي، لكنك كنتَ تريد فرضها على الآخرين وهذا لم يكن ذنبي، أنا كنت أفتح الباب فقط وأنت من كان يندفع كخيول برية .
_هكذا نتنصل من ذنوبنا، مع ذلك لا ألومك ولطالما كنتُ أعتقد اني متصالح معك، لكن أليس غريباً انك في كل مرة تفتح الباب للناس الخطأ، كان ذوقك سيء جداً .
_ ذوقى سيء اذاً، ولماذا كنت ترضى عنه في كل مرة؟ أتعبتني، أنت من علمني الجري والآن تريدني أن أتوقف، لا تنسى كم كنت مستعجل وتريد اختصار طرقاتك، لدرجة أنك تُضيع تلك الطرقات في خِضمْ استعجالك .
_هل هذه نقطة خلافنا، كونك تريد الأستمتاع باللحظة مثل سلحفاة مُعمرة، الحياة قصيرة بلحظات كثيرة، أردت أن أجمع أكبر قدر ممكن منها، كنجمات تضيء قبري المظلم .
_ هل تظنه مظلم؟ على حد علمي لم تكن تظنه مظلم أبداً، وهذا سبب شجاعتك على ما أعتقد .
_اهدأ وناقشني، فسرعتك تشتت أفكاري .
_ تكاد تنسى جرأتك واندفاعك، و أرجو أن لا تنسى مغامراتك و تجاربك العنيفة، مظلاتك، طيرانك الشراعي، خيولك، الم تشتتك في سرعة هبوطها وانطلاقها، تَخَفيكَ وتَنكُرك بشخصيات أخرى، ألم يشتتك، ملاحقات ومطاردات من رجال الامن، أبغض أنواع البشر، ألم ألم ألم .
_ كفى، أصبحت بغيضاً، ألم تكن منتشياً في كل تلك اللحظات وأنت تسير على الحافة، متطلعاً بكبرياء الى هاوية كنت تشعر انك انتصرت عليها .
_ لا أخفيك سراً، لقد وضعتني في أحلى تجاربي، ما كنت لأعيش سعيداً مع غيرك .
_ هذا هو صديقي الذي أعرفه .
_ اذهب الى فراشك، غداً صباحاً سنكون بخير .
_ تصبح على خير .
استيقظَ في الصباح، وجد نفسه غافياً على كرسيه، مازال جهاز قياس النبض على معصمه، مع احساس بالتعب، لكنه أفضل من الأمس، وضع كفه على الجانب الأيسر من صدره وقال :
_ ما زلتَ ذلك البطل .

شهرزاد الربيعي / العراق
من كتابي ( تانغو قصص قصيرة ) عام ٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك