حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور في بلاد المسلمين
----ــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي 23 . 7.2017
قصة لم تقع في عصرنا المتحضر الذي ارتفع صوت المادة فيه على كل صوت، وكادت اللمسات الإنسانية والمودة والرأفة والرحمة والتراحم بين المسلمين وبعضهم البعض وبينهم وبين غير المسلمين تكون مجرد تعبيرات في القاموس اللغوي فقدت مفهومها الذي فطر الله الخلق عليها.
قصة اليوم هي وقفة مع الزمن المشرق، من خلالها يتراءى على الفور للذهن ما يحدث حولنا في أيامنا التي نحياها والتي لم يشهد التاريخ مثلها، من رؤساء يزهقون أرواح بريئة ويستلبون أرزاق شعوبهم ويجوعونهم من أجل دنيا فانية.
لا أستوعب ولا كنت أجرؤ ولو في خيالي تأليف رواية تروى ما حدث وما كان؟ فرد واحد أو فرد وأسرته المعدودة الأفراد يأكلون في بطونهم طعام شعب كامل.
ويرتدون ما يكاد ثمنه يستر آلاف الأجساد العارية، ويسكنون القصور، والمساكين يسكنون القبور، وتئن بهم جدران العشوائيات وتنهار فوق رؤوسهم الصخور.
القصة الأخيرة حدثت في عهد خليفة كانت مدة حكمه بضعًا وثلاثين شهرًا، كانت أفضل ممن حكم ثلاثين عاما! فتقوى القلوب هي الحاكم بين الناس وليس جبروت الأشخاص.
حاكم نشر العدل والأمن والأمان والإيمان والطمأنينة والرضا بين محكوميه، إنه الخليفة المسلم، عمر بن عبد العزيز، وقد فوجئ بشكاوى من جميع الأمصار المفتوحة.
"مصر الشام أفريقيا" والشكوى واحدة من عدم وجود مكان لتخزين الخيرات والزكاة، ويسألون: ماذا نفعل؟
فيجيب عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-: أرسلوا مناديا ينادي في ديار الإسلام: أيها الناس: من كان عاملا للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فَليُبنَ له بيتٌ على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس: من كان عاملا للدولة وليس له مركَبٌ يركبه فَليُشتَرَ له مركبٌ على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس: من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس: من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين.
فبُني بيت لمن لا بيت له، وصُرف مركب لمن لا مركب له، وقُضي الدين عن المدينين وتزوج
الشباب الأعزب!!.
فبالله عليكم –إخواني- أسمعتم يوما ما في أي حضارة أو دولة من الدول على مر الأزمنة حدث ما حدث في عهد عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه-؟
والأغرب في القصة: ما زالت الشكوى مستمرة بعدم وجود أماكن لتخزين الأموال والخيرات فيرسل عمر -رضي الله عنه- إلى ولاته: "عودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يَسَتكفُوا". فأُعطوا جميعا والشكوى مازالت قائمة، فقال: وماذا أفعل؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
خُذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع.
حتى لا يقول قائل: "جاعت الطيور في بلاد المسلمين"!.
خليفة مسلم لا مكان لأهوائه، ولا لمصلحة خاصة، ولا تعلق قلبه بالحياة بالدنيا.
لم يتطلع لمُلك ولا جاه، ولم يطمع في مال، فقد جعل نصب عينيه الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل، وأفنى نفسه لغاية استقرت في ضميره كانت دستورا استلهمه لتطبيق شرع الله.
فيا أيها المسلمون: خذوا الصدقات ووزعوها في بقاع الأرض، وفي الصومال حتى لا يقول قائل: "جاعت البطون في بلاد المسلمين"!.
حتى لا يقول قاتل ،،،،،،،،، بقلم الأستاذ الدكتور //صالح العطوان الحيالي //العراق//
نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم
النصوص الأكثر قراءة اليوم
-
ورق النعناع سأسمي حياتي الجديدة بورق النعناع !! لدي نظرة خاصة لنوع هذا الورق ، فأنا احبه ليس لرائحته العطرة فقط ، بل لصفائه .. فهو صافٍ أخض...
-
{ فتوحات الحوالات / وشوم جلدٍ مُرقَّم } *المعِلومات المالية : حينما أبقَتْ حمامةُ الفُلكِ ، من ماخورِ شطّارِ السماء يمَّمتْ شطرَ مخيمِ ال...
-
"لنْ يّخذُلَكِ الزَمانُ" أيا أنتِ ويامَن في الشرايينِ عطرُها يَفور ومع النبضاتِ كلما دارتْ تدور وسِرُّها عالَمٌ، يُغرِقَ الكونَ وي...
-
قراءة نقدية انطباعية في تجربة الفنانة التشكيلية السورية" الأستاذة هيام علي بدر ذ. بوزيان موساوي. وجدة. المغرب. تجت عنوان: تَغرفُ من الب...
-
الرائعة الجديدة لمنبر أدباء بلاد الشام: القصيدة العمودية المشتركة التي نظمها عشرون شاعراً من شعراء المنبر ، من الأقطار الأربعة : سورية والأر...
-
البعد الثقافي بين القارئ والنص ........................* الثقافة جينات والفكر ينتمي الى سياقات. وأن الفجوة الدلالية بين المتلقي الذي لايستور...
-
الكتابة الإبداعية ..و التحليق خارج السرب! البشير عبيد / تونس البعض من "كتبة"هذا الزمن اللعين يمعن في تحبير بعض الصفحات اليتيمة الف...
-
{ مدنٌ ستحترفُ الصراخ } ...................... ذبابُ الإمتداداتِ العبثيةِ للذاكرة لايصطدمُ بإنحناءةِ حيطانِ الصدى ........................
-
عام أتى وآخر غادرنا.. لنجعل الحب بيننا قدوتنا وشعارنا.. لنجعل البسمة ترسم ليلنا ونهارنا... سنة سعيدة اقاسمكم فيها فرحتنا وازهارنا... سعاد خز...
-
حمالة الفصول ———————— #أنا لم أتعلمْ من الجبالِ كيف تذوب الثلوجُ ولم أتعلمْ من الكهوفِ كيف يختبئ فيها العصاةُ عند التمردِ ، ولا ليّ خبرةٌ ف...
مجلة نوافير /قــسم الأرشيف
-
◄
2023
(607)
- نوفمبر 2023 (2)
- أكتوبر 2023 (26)
- سبتمبر 2023 (53)
- أغسطس 2023 (114)
- يوليو 2023 (107)
- يونيو 2023 (73)
- مايو 2023 (62)
- أبريل 2023 (36)
- مارس 2023 (56)
- فبراير 2023 (54)
- يناير 2023 (24)
-
◄
2022
(216)
- ديسمبر 2022 (25)
- نوفمبر 2022 (14)
- أكتوبر 2022 (18)
- سبتمبر 2022 (50)
- أغسطس 2022 (13)
- يوليو 2022 (13)
- يونيو 2022 (14)
- مايو 2022 (19)
- أبريل 2022 (7)
- مارس 2022 (2)
- فبراير 2022 (27)
- يناير 2022 (14)
-
◄
2021
(712)
- ديسمبر 2021 (28)
- نوفمبر 2021 (17)
- أكتوبر 2021 (14)
- سبتمبر 2021 (11)
- أغسطس 2021 (21)
- يوليو 2021 (71)
- يونيو 2021 (56)
- مايو 2021 (59)
- أبريل 2021 (104)
- مارس 2021 (69)
- فبراير 2021 (108)
- يناير 2021 (154)
-
◄
2020
(190)
- ديسمبر 2020 (108)
- نوفمبر 2020 (61)
- أكتوبر 2020 (21)
-
◄
2019
(31)
- يناير 2019 (31)
-
◄
2018
(1010)
- ديسمبر 2018 (64)
- نوفمبر 2018 (109)
- أكتوبر 2018 (125)
- سبتمبر 2018 (68)
- أغسطس 2018 (21)
- يوليو 2018 (73)
- يونيو 2018 (68)
- مايو 2018 (98)
- أبريل 2018 (146)
- مارس 2018 (124)
- فبراير 2018 (108)
- يناير 2018 (6)
-
▼
2017
(785)
- ديسمبر 2017 (97)
- نوفمبر 2017 (5)
- أكتوبر 2017 (93)
- سبتمبر 2017 (79)
- أغسطس 2017 (173)
- يوليو 2017 (142)
- يونيو 2017 (140)
- مايو 2017 (56)
اخر المشاركات على موقعنا
بحث هذه المدونة الإلكترونية

مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم
أحدث التعليقات
Translate
من نحن
نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018
تنوية
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق