شكرا للناقد والشاعر عباس باني المالكي...
***********
يا رجب الشيخ
تبرمت خطواتي وأنت تقود الظل لمقاهي الضوء ، وكان صوتك عذبا بالأغاني المعطرة بصوت الهمس لحبيب قد لا يأتي في مساء الدروب التي أغلقها الحنين بالانتظار ...
وكنت تسطر في هذه الدروب لجة الحب الأكيد وبقايا من اشتعال القلب في حرقة الأيام الخالدة في دمك .
الخطوات معك علمتني الحنين الى النشأة الأولى حين كانت الفراسخ دروب تحيا بالقمر في صمت ليلك ، كالفرحة الأولى حين كانت بساتين العمر رحلة المواسم ، تقف عندها الكلمات الموسومة بأغاني مسعود العمارتلي ، وكانت أغاني الحزن مواشير تحرسها العصافير في أشجار المساء ، وكان الهواء نسيما يداعب ذاكرتك بأيام التي تأتي بالحنين الأول لقادم الأيام ، التي فرت من يديك لتطرق أبواب العمر بالرحيل الى مدن عبأت الرحلة الى شوارع ضاع فيها بكر الضوء، في عبش أيامك التي تعاند أسرار الزمان أن لا تبكر بمسح ملامح الدروب إليك ، وكنت تقف بأسئلة عن معنى الحياة حين لا تصادق الماء ولا تنتظر المطر ...
حيث الغابات قصب يعانق البرد في مملكة الماء (الأهوار ) .. وكنت وفيا لتلك الأزمنة الفائضة بحناياك ، حين يطل القمر من نافذة الوحشة والليل المتحرك على صدر الماء ..
وتراقب الأيام من نافذة الوقت حتى أقترب الثلج من ساحات رأسك كأنه البياض الذي يفتش عنك في شوارع مقفرة من صوتك الراجع من سفر الأيام ، والبعد الأكيد عن دروب طفولتك المعتقة بالحب الأول وأيام الصبا
يا رجب الشيخ
قد طارت الأماني بأحلام لم تعد موجودة إلا في الذاكرة ، حين كنا ننشد لوطن بقدر أحلامنا ، وتاهت الذاكرة وبقيت الأحلام كالسفر البعيد في مدن لا تشبه أرواحنا وبقينا ننظر الوطن الغائب في أحلامنا لعله يرجع يوما قبل السفر الوحيد .. قبل السفر الوحيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق