موضوعة النقد / الناقد ، عفى عليها الزمن بعد ان فرضت الحداثة ومابعدها ، مفاهيمها على تركيبة ( البنية النصية ) كمُنتج ابداعي يكتمل معناه في ذهن المتلقي / القارئ ، ومن تلك المفاهيم ( طبقات المعنى ) فللنص معنىً ظاهر / فوقاني تشكله بنيته السطحية ، ومعنى غائر تحت ذلك السطح ( تحتاني او مخبوء ) نصل الى تحديده من خلال تفكيك بنية اسلوب النص ، وهذه الطبقات المعنوية ، خلقت بدورها طبقات قرائية ، حيث تتعدد القراءات وتختلف بتعدد مستويات وعي القراء وثقافتهم ، مما يؤدي الى تعدد ( فهمهم ) لمعنى النص النهائي بل انهم يشاركون في تكوينه ، وهذه الطبقات القرائية ، والتعددية الفهمية ، تعتمد ( التأويلية ) كآلية تفسيرية موضوعية ، لمضمون ، ومقاصد النص ومرسلاته الخطابية ، وكل هذا اعتبره انا ( آلية نقدية ) تكشف مواطن القوة والضعف ، والجمال والقبح ، على ضوئها يتقرر ( قبول / رفض ) النص كله او بعضه ، وهنا يغدو القارئ الواعي ناقداً ، ومحدِّداً لمصير النص ( موته / بقائه ) في الحياة الادبية ، فلا يحق لأحد ان ينصب نفسه قيما وصيا وسيّافاً على رقبة الابداع ، فهو في النهاية محض قارئ مثقف تأويلي ، رأيه يخصه وحده ، غير ملزم لسواه
فكل قارئ ناقد ، وكل ( ناقد ) قارئ ، والجميع يدورون في فلك الكاتب ، واتذكرهنا قولاً لبعض المنظرين ( الناقد شاعر فاشل ) .
باسم العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق