حياةٌ عُجْبُها عَجَبُ وعُجْبُ عُجَابِها عَرَبُ
ولا عَجَبٌ إذا عُرِفَتْ طلاسمُ وانجلى السَّبَبُ
فقومٌ نحنُ ما قُمْنا وما قامتْ بنا نُجُبُ
وقومٌ نحنُ ما زلنا يَسُودُ حياتَنا الكَذِبُ
وكلٌّ يَدّعي نَسَبًا إليه ينتهي النَّسَبُ
وكلٌّ يَدّعي وَصْلاً بليلى والدَّعِيْ كَذِبُ
دَعِيٌّ كلُّ مَنْ فينا بلا خَجَلٍ فلا عَتَبُ
ودِينُ اللّهِ مَلْحَمَةٌ بها نَغْزُو ونَحْتَرِبُ
فنحنُ الأوسُ والخَزرجْ وليسَ يَضيرُنا شُعَبُ
هَمَمْنا إنْ هُمُ هَمُّوا وأمَّ رِكابَنا عَصَبُ
فيفني بعضُنا بعضاً ولا يفنى لنا غَضَبُ
فَثَاراتٌ نُؤَجِّجُها ومُعْتَرَكٌ لنا صَخِبُ
و أحقادٌ تُولِّدُها مذاهبُ أهلُها ذَهَبُوا
وكلُّ تَوَسُّطٍ يُنْحَرْ بأحقادٍ لها نُصُبُ
ونُذبَحُ بين أهلينا ونحنُ لبعضِنا قُرَبُ
أرى بلدي غدتْ حِمَمَاً من البغضاءِ تَلتهبُ
فلا حبٌّ فَنَأتَلِفُ ولا ربٌّ فَنَحْتَسِبُ
ولا خُلْقٌ يُحَصِّنُنا إذا دارتْ بنا النُّوَبُ
سلاحُ عدوّنا وَعْيٌ بهِ نُغْزٕى ونُسْتَلَبُ
نُجَابِهُهُ بأسيافٍ فلا تُجدِيْ فٕنَنْتَحِبُ
أُولو الألبابِ قدْ رَحَلوا وراحَ بإثْرِهِمْ رُكُبُ
وحَلَّتْ رَبْرَبٌ تَرْعى غَواها اللَّهوُ واللَّعِبُ
فقومٌ جَفَّ نَبْعُهُمُ وعَزَّ بمائِهِ الطَّلَبُ
فإنْ ضاقتْ بِهمْ سُبُلٌ وعَزَّ الحَلُّ وانْزَرَبوا
فَفُتْياهُمْ ثَرَتْ وغَدَتْ تُحَلِّلُ كلَّ ما رَغِبوا
تُحَلِّلُ اعْضَبَ القَرْنِ وإنْ شاءتْ فَتَنْقَلِبُ
ونورُ الشّمسِ تَقْبِضُهُ ولِمْ لا والحِجَا خَرِبُ
حياةُ العُرْبِ مَلْهَاةٌ ومأساةٌ ومُغْتَرَبُ
فنحنُ النُّورُ قدْ كُنّا لإنسانيّةٍ تَهِبُ
وفي تاريخِنا مَجْدٌ وفي لُغَةٍ زَهَتْ حِقَبُ
بلى كُنّا وكنّا لا تُواسِينا بها كُتُبُ
فإنْ لَمْ نَسْتَفِقْ يوماً وإنْ لمْ تَنجلِ السُّحُبُ
فلا لوجودِنا معنىً ولا لضَجِيْجِنا طَرَبُ
ولا وَجْهٌ لنا و يَدٌ و لا لُغَةٌ و لا أَدَبُ
سَنبْقى حَيثُما نحنُ كَفانا اللّحْدُ و التُّرَبُ
وسُكْنَى عالمِ العَدَمِ وفيهِ يَنْتَهي الأَرَبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق