يَطلبونَ منّي عن الحقِّ أُدافعُ
وهم للراياتِ الباطلِ أَراهمُ يَرفعُ
✪✪✪
وما أغربُ ما أرى بالورى تَصرّفاً
أَرى بين النقائضِ والاضدادِ يَجمعُ
✪✪✪
وإنْ قلتُ لهم ذلك لا يمكنْ عَقْلهُ
هاجموني بأقذعِ قول بذيءٍ يُشنّعُ
✪✪✪
ودعاةُ الحقِّ دربهمُ باتَ مُوحشاً
وصرختمْ في وادٍ سحيقٍ لا تُسمعُ
✪✪✪
وَمنْ كانَ على نهجهمُ سائراً
تراه ُمُغيّباً كيْلا خلفهُ الأَنامُ تَتبَعُ
✪✪✪
وكل رذيلةٍ رادوني أُصورُها فَضيلةً
وكل ذو خلقٍ رديءٍ رادوني ألمّعُ
✪✪✪
ولايمكنْ للنهارِ يكونَ ليلاً مظلماً
ولاالليلِ يكونَ نهاراً بالضياءِ يَسطعُ
✪✪✪
البهائمُ لو أردتَ إقناعها لا تقنعُ
فكيفَ ونحنُ ذو عقولٍ تريدنا نَقنعُ
✪✪✪
يعتقد بتلقينِ الصّغْرِ تُقلبُ حَقائقاً
وتلكَ غمامةٌ مع الايامِ سَوفَ تُقشعُ
✪✪✪
فلا ياخذكَ بقولِ الحقِّ لومةَ لائمٍ
قُلْ هوَ وبالفمِ المليانِ بهِ أُصدعُ
✪✪✪
فلا تخشَ شريعةَ غابٍ بالحقِّ أَبداً
فتلكَ شريعةٌ بها الوحوش ترتعُ
✪✪✪
فأَنتَ عدلُ اللهِ في الارضِ شُرّعَ
وكل عدلٍ يُسنُّ بها اليكَ يُرجعُ
✪✪✪
فلا تزغْ عمّا أَرادَ لك فيها رَبكَ
فتكنْ اَنت للشيطانِ عبداً تَخضعُ
✪✪✪
وأَجعلْ عقلكَ غربيلاً تفرزْ بهِ الحقَّ
عن باطلٍ باثوابِ الزينةِ مُبرقعُ
✪✪✪
وما اكثرُ دعاةُ الباطلِ زيّنوا قُبحَهُ
ثمَّ لاْبصارُ عيون البسطاءِ يَخدعُ
✪✪✪
ويامَنْ ملكتَ اليراعةَ والطرسَ معاً
أُكتبْ الحقَّ حرفاً به الباطلَ يُصفعُ
✪✪✪
ولاتَبعْ ضَميركَ لطاغيةٍ رامكَ بُوقاً
تُزمّرُ وهو على ظُلمِ الرعيةِ مُترَبِعُ
✪✪✪
وإسعَ في مد العونِ لكلِّ مُمْلقٍ
فكم امرءٍ نام على جَوعٍ يتَلوعُ
✪✪✪
وكم طفلٍ مُتشبثٌ باذيالِ أمهِ
سَغبُ البطنِ ومقلتيهِ بالدمعِ تَلمعُ
✪✪✪
وإعلمْ أنَّ في ظلمهمْ للباطلِ يَدٌ
والحقُّ عنهمُ يذادُ حوضهُ وَيمنعُ
✪✪✪
تلكَ كلماتٌ كتبتها وَحشرجةٌ بصدري
تَقوقعتْ وأنفاسي من غصّةٍ تتَصدَّعُ
بقلم عدنان الحسيني
2020/10/30م
صباح يوم الجمعة 11:42
العراق 🇮🇶/بابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق